الرئيسية » مبراة » خطأ تقني طارئ

خطأ تقني طارئ

يتضح يوماً بعد يوم أن التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة على اختلاف حداثتها أسهل بكثير من التعامل مع بعض البشر، وخلال تعاملنا اليومي مع هذه الوسائل وجدنا أن نسبة كبيرة لا يستهان بها من الأعطال التكنولوجية قابلة للإصلاح، وفي أسوأ الأحوال استبدال القطعة المعطوبة بأخرى جديدة وتنتهي المشكلة، بينما نسبة كبيرة من الأعطال الأخلاقية البشرية والبني آدمية لا يمكن إصلاحها أو تجاوزها وكأنها لم تكن.

 عطل تكنولوجي مفاجئ أصاب إحدى أدوات العمل في موقع قلم رصاص الثقافي، وقد كان ذلك سبباً في تأخر صدور العدد الأسبوعي، إلا أننا في المقابل كنا نجهد في محاولة إصلاح العطل، وإيجاد البدائل المناسبة وإن كانت مؤقتة لتلافيه، وتجنب ارتداداته، وها نحن نتمكن من العودة إليكم مجدداً وما زاد تأخرنا عن سويعات معدودة.

تعتبر المدة الزمنية لتلافي مشاكل العطل التكنولوجي بالنسبة لحجم العطل  والعودة مجدداً مدة قياسية، هذا يعيدنا للحديث عن الأعطال البشرية وخاصة الأخلاقية منها، قد مضى على إطلاق مشروعنا الثقافي المعرفي الذي أكدنا ونؤكد أن غايته الأسمى هي الإنسان، وإنه يُمثل نصف خطوة نحو الحقيقة، ثمانية أشهر فماذا حققنا في هذا المجال؟ 

 هل حقاً نحن قادرون على تقويم اعوجاج، أو إصلاح خلل إنساني أصاب المنظومة البشرية لأسباب واضحة معلومة وأخرى مجهولة تعتبر من الماورائيات؟
 الحقيقة لسنا ندري عن ذلك الشيء الكثير، إلا أن ردود الأفعال على ما ننجزه حتى اللحظة جيدة، وإذا تجاهلنا المُجاملات وأصحاب الغايات سنخلص إلى أنها نسبة جيدة حقيقية، قد تجعلنا نشعر بالرضى، لكننا نعترف أننا خلال ثمانية أشهر لم نستطع إصلاح عطل أخلاقي إنساني بحجم العطل التكنولوجي الذي أصلحناه كي نعود مجدداً إليكم، لكننا سنبقى نحاول بكل أدواتنا عسانا نحقق شيئاً مما نصبو إليه، وتكون نصف خطوتنا بالاتجاه الصحيح.

رئيس التحرير

عن فراس الهكّار

فراس الهكّار
صحفي وكاتب سوري، بدأ العمل في الصحافة السورية في عام 2006، ونشر في العديد من الصحف والمجلات السورية، كتب ونشر في بعض الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية العربية، أسس مجلة قلم رصاص الثقافية في بلجيكا عام 2016، ويترأس تحريرها.

شاهد أيضاً

متعبون من فرط النوم.. راقصٌ على إيقاع الغياب.. ضياع أنت يا صوت القصب

وحدكَ تدْقُّ الأرضَ عصاك مغشيّاً على وضحِ المدى   لا رفيقٌ يردِّدُ معك شعارَ الجلسةِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *