الرئيسية » إبــداع » ناسياً ما يعتريه
لوحة للتشكيلي الشاعر الكيلاني عون

ناسياً ما يعتريه

الكيلاني عون  |

بين الأغصان الكثيفة يرمي الرجلُ شصوصَ
الشّفقِ الراكض بشهوات المعذَّبين
يرمي معجمَ نظراته
فقهاءَ أحلامٍ لم تطأ الزياراتُ سهولها
كليلٍ صغير يُنْهَبُ نعاسُ دفاتره المخبأة بعينيهِ
رأى حلماً غير الذي اختطفه من فم الظهيرة
ونمور الخريف
علَّمَه أسماءَ الهدير
علَّمَه كيف يثبت للبرق أنه على مضضٍ
يشتري كفناً للهواء
وهو يسرق أرغفة البرد
مرَّتْ به الينابيعُ بسطور النازحين ورسائلهم
إلى رفات القناديل وذرائعِ الثمار
تركتهُ الأرصفةُ
كضحكتهِ ناسياً ما يعتريه
يتعلَّم ما قِيل للسّدر وشقيقات التين الجوّال
ويرمي عذارى النوم واحدةً إثرَ ظلِّ البنفسج
واحدةً إثر ما يصدر لاحقاً عن الزعفران
كمبعوث الأسرى
سيعود بزنازين فارغة
وأصابع ظلال الأبواب
ومنازل محمولة على سعال الضوء الشريد
سيحدِّث الكلمات عن فراشات الرّماد الأصمّ
وعمّا رآه بين مرايا الرياح
كيف تُزرَع مشيئاتٍ لا تكفي لفهود القُبَل
وكيف ترقص الأشباحُ بلا أَجرٍ حتى يموت الزَّبد
ما يُمتدَح بلا فوزٍ ، يتشابه بلا حضور
سيتذكَّر ألغازَ الخَدَم اللامرئيين ، بغالَ الوسواس المنهوب
عراكَ نبيذ الأرواح المهرِّج
سيعود آخر النهار جارّاً قفافه الملآى بالأسماك
مبلَّلاً بالمياه المالحة
سيجد كنوزَ الرومان الفارّين بعويل الذّهب
وآلات حظوظ الفراغ الممتدَح للقناديلِ
النائمةِ في أرق الأعياد
سيعود بصناديق بكاءِ الأرامل قبل أعوامهنَّ المبشَّرَة
بلغوِ العطّارين
وهم يغشُّون الولائمَ المجفّفة كالحرباوات
وخرائط ممرات الصدى
سيطلّ حاملاً الكتبَ الغارقة وتماثيل سرقها النومُ
سيشعل لفافةً باردة وهو يكوِّم الرّنينَ
المغلَّف بالشّمع
دافعاً هجومَ الحوت عن ندى ضحكاته
سيظل صغيراً كما يشاء
يقلِّب الصُّورَ كما يشاء
قائلاً لشكوك الدويّ البعيد
ربَّما تكلَّمَ الظلُّ بما تخفيه
ربَّما لا شأنَ للنوم بالنوم
لطالما التقيتُ أسماكاً تجوب الغابات

شاعر وتشكيلي من ليبيا  | موقع قلم رصاص الثقافي

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مؤثثة بالكلمات

مريم الشكيلية | سلطنة عُمان . في هذا اليوم من بدايات تشرين المتقلبه التي تضج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *