الرئيسية » رصاص عشوائي » عن سيجارة يوسف زيدان

عن سيجارة يوسف زيدان

حسان أحمد شكاط  |  

كلام الدكتور يوسف زيدان كان من أجمل ما قد تسمعه الأذان وذلك خلال احدى الندوات التي تعقد على هامش مهرجان تويزة بالمغرب..فكر عميق وتحليل شيق لا يخلو من الطرافة يجعلك تسحب القبعة احتراما لهذا الفيلسوف والروائي البوكري الفذ.

ومن الأشياء الطريفة التي ذكرها ولها دلالات عميقة..”الشاب خالد كان بالأمس يغني عندكم ..هل قال له أحد أمامك عشرة دقائق..هل الغناء أهم من الفكر”.في اشارة منه أن المثقف العربي لا يمنح الوقت الكافي للكلام والتعبير وبالتالي لن يستفيد المتلقي كثيراً. عكس المغني الذي يمنح كل الوقت. وقد كانت هذه الندوة من تنشيط الاعلامي والشاعر صاحب رواية”هوت ماروك” ياسين عدنان، وخلال أطوارها قام السيد عدنان بالمقاطعة . قائلا للدكتور يوسف زيدان المنشغل بتدخين سيجارة “إن التدخين داخل القاعة ممنوع وعليه اطفاؤها..” بدت علامات الحرج على ملامح الدكتور لكنه استجاب لطلب عدنان قائلاً: “أوكي” وانسحب من الندوة ليكمل التدخين خارجاً.

وكان من الممكن لهذه الواقعة أن تتوقف عند هذا الحد لولا أن الدكتور قد علق على صفحته في الفايسبوك قائلا: “ومن لطائف الأمور ماجرى في طنجة.أنني عقدت ثلاث ندوات في ثلاثة أيام متتالية. وكلها شهدت حضوراً حاشداً غير مسبوق. مما أثار غيرة بعض الفاشلين هناك.. وقد كانت الندوات تقام في فندق وتستمر لساعات طوال فكنت أدخن كعادتي بعد ساعة أو أكثر فلما كانت الندوة الثالثة التي يديرها شاب مغمور قيل لي أنه مذيع راح يصخب في الميكروفون صارخا بهستيرية ان التدخين ممنوع. مع أننا في فتدق سياحي ليس فيه اشارة واحدة تحظر التدخين.. كان ينتظر مما فعله أن أغضب. لكنني استوعبت الحال وقابلته بسخرية خفيفة..ومر الأمر”.

ونستخلص من كلام الدكتور زيدان أنه كان جد محرج ومتأثر من واقعة السيجارة. و إن كنا نلتمس له العذر فإننا أبداً لن نلتمسه لبعض أبواق الفتنة من اعلاميين وغيرهم واللذين رواحوا يهولون من الأمر فجعلوا منه مايشبه الكارثة بين البلدين مصر والمغرب رغم تفاهة الأمر. بل إن الموضوع وصل الى درجة تبادل عبارات السب والشتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي نقرأ منه هذا النمودج لأحد المتفاعلين: “فيما يخص ما حصل لدكتورنا وأديبنا العملاق والعظيم فانها تفاهات من ناس تافهين لا يفهمون وكذلك الغيرة والحسد يلعب دوراً كبيراً وهذا مهرجان فاشل نظمه قلائل أشباح المثقفين والأمازيغ وليس كل المغاربة أمازيغ.. وهنا مربط الفرس والفاهم يفهم..”

كلها مبالغات وتهويلات ذكرتني بما حدث منذ سنوات بين البلدين مصر والجزائر من فتن خلال تصفيات كأس العالم وما تبعها من معارك كلامية بين إعلام البلدين. لربما لازالت أثاره لم تمحى إلى يومنا هذا.

خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

عبد الحميد عبد الله.. الشاعر الذي لا تعرفه المهرجانات

كلنا نعرف أن الإبداع حالة فردية، لذلك ترى المبدعين فرادى، وانصاف الموهوبين تراهم جماعات، شلل …