آخر المقالات
الرئيسية » ممحاة » الأدوار المعطوبة

الأدوار المعطوبة

يخجل البعض من مهنته كصحافي في بيئة الافتراض، بين وقوفه على أطلال المعجبين كمبدع وبين حضوره القديم، اسماً في مهنة المتاعب، حيث لا أضواء إلا للمنجز المختلف والمفردات الجديدة.

رغم ذلك تراهم يلتقطون من صفحات المواهب الجديدة، الحالات الشعرية والمشاهد الروائية، فالاتهامات جاهزة للجيل الجديد، ولن يشير أحد إلى عمليات السطو الأدبية التي يمارسها هؤلاء.

ينمو في مخيلة الجمهور اكتشاف نوعي قائم على تقدير الآخر من سنّه المهني لا من حجم تجربته “الإبداعية” فيما لو تجاوزنا أن ما ينشر للأجيال التي قطعت شوطاً طويلاً في الصحافة، هو فعلاً “أدب” ليس تجميع ألقاب وتلميع صورة شاحبة لخيبات أجيال قديمة على أكتاف احترام الآخر لهم، وهذا الحساب لا يقدم صورة جدية لم يسعى إليه أغلب الصحافيين الذين لم يكونوا إلا كتّاباً بتقنيات معروفة ومخيلة محدودة، ثم بين ليلة وضحاها باتوا ينظّرون بالشعر ويكتبونه ويعتبرون أنفسهم “منعطفاً” في تاريخه.

أيتها الحرب الرخيصة، لماذا تهطلين أناساً يبحثون كل يوم عن أدوار جديدة بعد فشلهم بالأدوار التي لعبوها قبل قيام ساعة الرصاص؟ كانوا يكتبون تقارير الصحافة على مدى عشرات السنوات، وكانت جملهم ذاتها ضمن قوالبهم المتشابهة تحتل أعمدة الجرائد ونوافذ المنابر الإعلامية المختلفة مسموعة كانت أم مرئية أو مكتوبة، لم يتطور الخطاب الصحافي بل تم الاستغناء عن “صاحبة الجلالة” لأن من يعمل بها عطبت الحرب مخيلته وبات يبحث عن خطاب “أدبي” أكثر سهولة ولصوصية ونجومية من مهنة الحقيقة التي أنجبتهم وها هم اليوم ينكرونها لأنهم أصبحوا يكتبون الشعر والرواية والقصة بالتوازي مع بوستات الفسابكة.. 

مدير التحرير

عن عمر الشيخ

عمر الشيخ
شاعر وصحافي سوري. يعيش في قبرص. أصدر ثلاث كتب شعرية، وعمل في إعداد البرامج التلفزيونية والإذاعية والتوثيقية في سورية. يكتب في الشؤون الثقافية لعدد من الصحف والمواقع الإلكترونية العربية.

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …