الرئيسية » يوميات رصاص

يوميات رصاص

وللمُدُنِ مَذاقاتٌ مُختلفة كما فَاكِهة الجَنّات (6)

6 ـ صوفيا.. اسمها القديم “سيرديكا” أي القلب، بسبب موقعها الجغرافي وسط شبه جزيرة البلقان حيث يلتقي الشرق بالغرب. مدينة الكنائس بقبابها الذهبية، القرميدية والخضراء.. صغيرة وهادئة تحتضنها مجموعة من الجبال التي تحيط بها وكأنها تعانقها كي لا تصاب بأذى، تماماً كما يحتضن قاسيون امرأته دمشق المسترخية على سفحه. ***** …

أكمل القراءة »

وللمُدُنِ مَذاقاتٌ مُختلفة كما فَاكِهة الجَنّات (5)

5 ـ تونس.. المدينة التي تستيقظ قبل بزوغ الفجر وتموت في السابعة مساء إلا قليل. مدينة الطقس المتقلّب كفصول أربعة في يوم واحد، باردة صباحاً، مشمسة وحارة في الظهيرة، تسودّ السماء وتغيّم فجأة فتهطل خيوط مطر يتحول بدقائق لسيول وطوفان نوح، تهب ريح تقتلع الشجر لتُبعد الغيم فتسطع الشمس مجدداً وتجف …

أكمل القراءة »

وللمُدُنِ مَذاقاتٌ مُختلفة كما فَاكِهة الجَنّات (4)

4 ـ القاهرة.. لم يخطؤوا حين قالوا: إن “مصر هي أم الدنيا”، فمن لم يزر مصر أو لم يطّلع على تاريخها فاته الكثير من الغنى الداخلي والبصري من الصعوبة أن يملأ بلد عربي آخر فراغه.  لا يمكنني تشكيل انطباع كبير عن القاهرة فلم اقض فيها الكثير من الوقت، أستطيع القول …

أكمل القراءة »

وللمُدُنِ مَذاقاتٌ مُختلفة كما فَاكِهة الجَنّات (3)

3 ـ الإسكندرية.. ويحدث أحياناً.. أن تقع في حُبّ مدينة. لم يكن حبّاً من النظرة الأولى.. لا.. النظرة الأولى كانت مجرد إعجاب فقط، مصحوب بذهول. لم أتعجّل بالحب، فقد حوّلتني التجارب إلى امرأة عقلانية، تحاكم ما تراه بالمنطق، تداري قلبها بأصابعها المرتعشة الخائفة لتحميه من صدمة هجران أو خيانة محتملة. …

أكمل القراءة »

وللمُدُنِ مَذاقاتٌ مُختلفة كما فَاكِهة الجَنّات (2)

2- عمّان.. المدينة القائمة على جبال سبعة.. اللويبدة، الجوفة، التاج، النصر، الحسين، النظيف وجبل عمان. أحببت عمارة جسورها وأنفاقها التي تخترق الجبال أحياناً، تضاريس لعوبة لمن اعتاد انبساط تضاريس مدينته فذُهِل باللا مألوف. لم أدرك أنني وصلت إلى عمان حتى سألت، لم أدرك الوحدة العضوية لأبنيتها المتوزعة على التلال فظننتها …

أكمل القراءة »

وللمُدُنِ مَذاقاتٌ مُختلفة كما فَاكِهة الجَنّات (1)

1- بيروت… المدينة المطعونة بِحدّ يفصل بين شرقها وغربها. تلك المستلقية بتكاسل على شاطئ بحر أبيض، تثني وركها بعفوية خَدِرة وتمد ساعديها تجاه الشرق بينما تداعب الأمواج أصابع قدميها. أنظر إليها من الأعلى، كم تغيرت وزادت أبنيتها ارتفاعاً على مساحة جسدها الفضي المغطى بنمش من شظايا حرب لا تشبه حربنا …

أكمل القراءة »

يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (40)

على يسار الطريق ظهر خط متلألأ ازرق، نحيل، يُلحظ بالكاد ثم توسعت مساحته تدريجياً لتحتل ذلك الأفق البعيد ليتحول إلى سطح من الفضة الزرقاء.. – البحر.. قلتها وأنا ألامس كتفه برفق ليصحو من إغفاءته.. ناعساً فتح عينيه فرأيت فيهما عميقاً دهشة من يرى البحر لأول مرة.. فتى حلبي في الخامسة …

أكمل القراءة »

يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (39)

المخيم (الجزء الثاني – ذاكرة الأشياء) أجلس على المصطبة أمام البيت، تلك التي رسم مازن على جدارها الكعبة وزينه بورود ملونة حين عادا خديجة وعلي من الحج.. ومن يومها صرنا نناديهما بالحاج أبي حسين والحاجة أم حسين.. المصطبة التي كانت الحاجة تحب الجلوس عليها لتتبادل الأخبار مع الجارات اللواتي بعمرها، …

أكمل القراءة »

يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (38)

المخيم (الجزء الأول – ذاكرة الأشياء) – على المخيم.. نظر إلي سائق التكسي مذهولاً.. صمت وفي عينيه فراغ الدهشة فأعدت الطلب بصياغة أخرى: – بقصد عند البطيخة.. أديش بتريد؟ لم نتجادل كثيراً على السعر فجرمانا لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن تلك المنطقة التي باتت جزءاً من الذاكرة. للمرة الأولى …

أكمل القراءة »

يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (37)

في الباص الأخضر، ذاته الذي نقل أحد أقاربه الخضر مثله جموع الإرهابيين إلى محافظة إدلب الخضراء أجلس على مقعد جانبي بينما تتدلى ساقاي دون أن تطالا الأرض، أرتبك دون أن أعلم ماذا أفعل بهما وبما اسندهما. السائق يرتدي بنطالاً مموهاً ويبيع البطاقات للركاب بخمسين ليرة، رغم سعرها البالغ أربعين والمدوّن …

أكمل القراءة »