آخر المقالات
الرئيسية » إبــداع »  لا شيء لدي

 لا شيء لدي

لا شيء لدي لأتصالح معه، لا يزعجني جمال النساء الأخريات ولا الوزن الذي اكتسبته في السنة الأخيرة فقد خلصني تماماً من مظهري الطفولي، أنا الآن امرأة راكمت بسعادة بعض الدهون، فأبعدت شبح أنجلينا جولي التي نحلت بفعل الخيانة، هو سبب جيد أيضاً كي لا أحلم بلقاء نجم هوليودي مثل براد بيت ،أقنعني سابقاً في فيلم: “meet joe black” بأهمية لقائه.

ليس لدي مواقف لأعلنها، لست داكنة البشرة لأكتب رواية بجمال “أحلام فتاة سمراء”، لست فقيرة لأكون الأم في رواية البروليتاريا لغوركي، لست كيت ونيسلت في فيلم القارئ لأخجل من أميّتي، وأرى الفكر النسوي في بلادنا أشبه بتهريجٍ فائض.

لا عقائد لدي أحارب من أجلها ،الإسلام أتلف مفاصل الملايين وهم يحملون رايته، المسيح أخبر الكثيرين قبلي كيف يديرون وجوههم ليُصفعوا بوداعة، والتصوف راج سريعاً كموضة فكرية بماركة “مولانا جلال الدين الرومي”.

لا أمتلك شيئاً لأحزن عليه، لا جواز سفر سوري غرق في بحر إيجة، لا تراباً فلسطينياً التهمته فأصابني بتخمة الوطن، ولا كلباً أرغمني الألمان أن أربيه في بيتي فأكره إقامتي فيها.

لا شيء لدي، لا شيء سوى أن أجد حلاً  لعادتي الشهرية المبكرة كلما تخيلت أمومتي لبنتٍ تلوّن بالأحمر حياتي الشاحبة.

خاص موقع قلم رصاص الثقافي

عن وسام الخطيب

وسام الخطيب
كاتبة فلسطينية، خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة حلب سورية، تكتب وتنشر في العديد من الصحف والمواقع العربية.

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …