أقف هاهنا بلا عصا
ولا رياح في الشارع تؤنسُ.
في الشارع الممتدّ
غيمات وحشو وشموس لا تورق.
على الرّصيف
قهوتي تسيح
والريح تصرصر ولا تَنِي.
تدندن الغيمات
والريح تسُحُّ حَصَبا يصيح بالحصى:
“ضُمَّ إليك مِبردي تَسَّاقَطْ بُرادةً
تلك الرُبى.
ولك فيها أطواق الياسمين، ومآربُ تسرُّني… “
وفي رِكاب الريح
يجثو طير
في مقلتيه وَجَلُ السُّرى.
يمتشق الليل جناحيه،
وفيهما قموح وشرانقُ.
وفيهما بوصلة
تختلج الإبَرُ فيها وتُرَنِّقُ.
لا ظلَ للشّمس به يَدَّثَرُ الشارع
حين يتدفّقُ.
ولا نجوم بين جفنيه
بها العنقاء تنتثر في الرّبى.
أنفاسُ “كافْكا”
تترصّدُ سماء الشارع الممتدّ والمدى.
تهجرني السماء
والشتاء، كالصّخر يهشِّم عباءتي…
يشتعل الخريف في يدي
وتهوي بين الكلام قهوتي…
****************
كيف تفيض صهوة الماء
ولا تَغيضُ في القصيد
يا دمي؟؟؟
وأنت فيك يَهِنُ الخرير
والورق فيك
ما له هُدى.
أنَّى للمُهْتابِ أنْ يَخْتَرِقَ البحر
وفيه وَهَجُ اللّظى؟؟؟
ألستَ فيْضا يا دمي
مِنْ أَزَلٍ ؟؟؟
وفيك أُلقي فيْضَ أدْمُعي…
مُذْ كنتُ
كنتُ لك مَجْرًى للهوى.
واليوم تشقى منك أضلعي…
كأنّكَ اليوم تروم النّأْيَ عنّي
وتُراضي فيْضَ القِلى…
وما أرى للذّلِّ في نهج الكرام
ما به تهترئ الرّؤى.
أما أتاك من فؤادي فيض النشيج؟
أم تراك لا ترى؟ ؟؟
أنَّى للهديل أن يوقظ صبحي،
وضِباعٌ تُدمي يدي؟ ؟؟
تخدش وجهي كيما تغرُب شمسي
وتُشظّي مبنى غدي.
أيّ صلاة في محرابي تُجَلِّيني
فلا أَعْرى ولا أَنِي ؟؟؟
مجلة قلم رصاص الثقافية