الرئيسية » إبــداع » لا شيء يشبهها
لوحة للفنانة أحلام المشهدي

لا شيء يشبهها

قالت : تجرّح القوافي قلمي والجرح يهزمني

فكيف أكتبها ؟
لا شيء يا مولاي يشبهها
فكيف تخمدها ؟
هبها تخطّت ذلك الجسر الذي بهُت
فهل يخطّ الصخر في كفّيك رحلتها
كي يدفق النهر الذي نضُب؟
هبها غزالة تغازل مطاحن الرياح وتهدمها
و حولها منابت السرو، كأنّما تعاضدها
أبين قرنيها يطير الأقحوان وهي تسأله
عن ألق الشمس الذي احتجب
أو طلّة البدر الذي اغترب ؟
هبها عقيما ليس للنسرين في ساحتها سكن
فهل تراك تستكفّ دمعة الوادي التي سكب
كي يرقص الليل على رمادها الموسوم بالله؟
ويتراقص على ضفافها الفراش في ظمأ؟
أَمَا تراها عُذرت
تلك التي في بوحها شغفت
بنبضة الوصية الأولى وما ارتعبت؟

*******

بهدبها – رأيتها -تغسل محنتها
وعنفوان الليل تطفئه
حفظت قولتها:
“الخيل ملح الأرض و الطير سفينتها”
رأيتها تعبر جسر الظلمة الكبرى بمفردها
ثوب العصافير نشيجها و ريشتها
أنفاسها – أجراس غربتها –
تقصف وجه الريح بالشهب
ورمشها أقمصة بالضوء تمتلئ
والرعد، مولاي، رأيته جوار الجبّ ينتحب
وحوله الذئاب تنهشه

*******

مولاي معذرة
أعلم أنّك بصوتها شغفت وحكايتها
فلِمَ العتَب؟
كم قلتها؟  أجهر في وجع:
أرهقني العنت يرهقها .
وعَجِلتْ إليه تسأله:
وعثرة النهر، أتذكرها؟
وكيف لا أذكرها – قال – وتلك وهج السمر؟
حدّثني يقظان عن تلك التي عثرت
وبجوار النهر قد لدغت
غير بعيد عن حدائقنا…
بعين يقظان رأيتها تنوء بهواها وهواجسها
تعرج في مشيتها والحمل أثقلها …
حينئذ، قبعت في جسد حرفها لأنتظر
سفنه التي ستحملني
مع العصافير إلى وطني

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن هادية السالمي دجبي

هادية السالمي دجبي

شاهد أيضاً

حديث على الورق

سعيت أن أخفف من الوحدة التي تحاول أن تشدني إلى مستنقع عميق …شيئا فشيئا كصرير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *