آخر المقالات
الرئيسية » نقار الخشب » أبو عبدو «غول» التمثيل في الندم وأعمال أخرى

أبو عبدو «غول» التمثيل في الندم وأعمال أخرى

ماهر منصور |

كاركترات بالجملة يقدمها الفنان سلوم حداد في رمضان 2016، فيؤدي شخصية “عنز” في مسلسل “زوال”، وشخصية “ابراهيم” في مسلسل “صدر الباز” ، و شخصية الزعيم “أبو العز” في خاتون…وفي هذه الشخصيات الثلاثة، سيلعب المكياج والملابس دوراً في إعادة البناء الشكلي الظاهري لشخصيته بما يخدم مسار الشخصية في الحكاية، فيما سيظهر في مسلسل ” الندم” بشخصية “أبو عبدو الغول” بشكله الحقيقي مع تدخلات بسيطة من المكياج بما يتناسب وتقدم الشخصية في العمر. ومع هذه الشخصية الأخيرة سيتقدم الفنان سلوم حداد خطوة في الأداء التمثيلي، عما أنجزه في سواها من الشخصيات التي قدمها هذا العام، رغم ما لهذه الشخصيات من جاذبية للمشاهدين تتأتى من الشكل وشغل الممثل عليه.

تنطوي شخصية التاجر الثري “أبو عبدو” على كثير من التناقضات الداخلية، ابتداء من سلوكه الذي يختلط فيه ما هو استعراضي مفتعل مع ما هو حقيقي وفطري، الأمر الذي يتطلب بالضرورة اشتغالاً على الشخصية من الداخل إلى الخارج، بمعنى معايشة ولادة الإحساس قبل تجسيده، كما يدعو ستانسلافسكي، والانتقال تالياً إلى الشكل الخارجي، إذ سيقدم الفنان سلوم حداد اقتراحه لتجسيد الشخصية شكلانياً، بشخصية الرجل الذي يمشي متبختراً مزهواً بنفسه، وكرشه يتدلي أمامه مثل حال كثير من التجار التقليدين، فيما يترك لوجهه مهمة التعبير عن دواخل الشخصية وتناقضاتها، عبر الصوت والنبرة والإيماءة، وتحولاتها بين الشدة واللين مع المحافظة على وحدة الأداء.

ومع تقدم الشخصية بالعمر سنشهد حالة نمو طبيعي في تجسيد شخصية أبو عبدو انطلاقاً من القراءة العميقة للشخصية كما رسم ملامحها السيناريست حسن سامي يوسف، وليس أدل على فهم تحولات شخصية أبو عبدو الغول هذه، من التقاط مشهدين من العمل، الأول حين يمشي الرجل مختالاً في حارته القديمة ويتوقف عند بائع الفواكة، ليشتري صندوق تفاح، حيث سيحافظ على انتصاب جسده وانحناءة الزهو إلى الخلف قليلاًـ، فيطلب من البائع وضع الصندوق على الأرض، ثم يطلب منه تناول تفاحة واحدة، وما أن يضعها أبو عبدو  بين يديه حتى يخرج صوته بزهو مشيته ذاته، ليدعو من يرغب لأكل التفاح.

مع تقدم عمر أبو عبدو الغول/ نمو تجسيد شخصية …ستتغير انحناءة الزهو  من خلف إلى الأمام..كاقتراح شكلاني يعبر عن شيخوخة الرجل، فيما يتسلل إلى صوته ما هو أكثر من ثقل الأيام، أنه انكسار المزهو بنفسه واستسلامه لما آل إليه حال العائلة، وهاهو ينحني بنفسه ليتناول كيس المال ليعطيه لمحاسبه القديم بعد أن طرده الابن عبدو ، بعد أن كان لا ينحني حتى لالتقاط تفاحة لنفسه.

الذهاب بالشخصية على هذا النحو، هو نتاج عبقرية من رسمها على الورق (حسن سامي يوسف)، ومحركها خلف الكاميرا (الليث حجو)، ومن جسدها أمامنا وحملها إلى أبعد حدود محاكاتها الواقعية بأدائه (سلوم حداد).

صحافي ثقافي وناقد درامي | عن موقعه الشخصي

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …