آخر المقالات
الرئيسية » رصاص ميت » حفل تأبين للأديب الراحل محمد جاسم الحميدي

حفل تأبين للأديب الراحل محمد جاسم الحميدي

قلم رصاص  | حماة 

أقام اتحاد الكتاب العرب في الجمهورية العربية السورية حفل تأبين للأديب والصحفي الراحل محمد جاسم الحميدي في مدينة حماه السورية، وكان الحميدي قد رحل مؤخراً إثر وعكة صحية ألمت به ودُفن في مدينة حماة.

وتضمن الحفل إلقاء كلمة اتحاد الكتاب التي ألقاها الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية، وكما ألقيت كلمات أصدقاء الفقيد ومديرية ثقافة الرقة.

وألقى الدكتور فراس الحميدي نجل الفقيد الراحل كلمة أهل الفقيد والتي نورد منها:

أمات أبوك؟

ضلالٌ

أنا لا يموت أبي

ففي البيت منه روائح ربٍ وذكرى نبي

هذا ما قاله الشاعر العربي نزار قباني، وليس أبلغ من هذا القول في وصف مشهدية الفقد التي أعيشها، 

ومشاعري المضطربة وأنا أقف هذا الموقف الذي ما كنت أتمنى أن أقفه يوماً، ولكان أسهل علي لو كنت المنعي ولست الناعي، إلا أن مشيئة الخالق تبقى فوق مشيئة الخلائق..

لست هنا بمقام أن أرثي محمد جاسم الحميدي الأديب والقاص إلا أني أريد أن أتحدث عن محمد جاسم الحميدي الأب والأخ والصديق، الذي فقدت بفقده سوراً منيعاً كان يرد عني نائبات الدهر، ويعينني على غدر الأيام، الأب الذي فقدت برحيله حناناً كبيراً وقلباً عطوفاً وإنسانية لا متناهية في ابتسامة وجه بشوش ما فارقت محياه وهو الذي لم يعرف هناء العيش يوماً..

عاش أبي حزيناً، لكنه كان يخفي حزنه عنا جميعاً، و كانت حياته فقداً على فقد وحزناً على حزن، إلا أنه كان جباراً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبقي كذلك إلى أن خطف الموت أخيه الأكبر الأديب خليل جاسم الحميدي، تراجعت قدرة أبي على إخفاء حزنه وألمه برحيل مثله وقدوته في الحياة والأدب. 

لن أتحدث  عن نزاهة الحميدي لأن من عرفوه هم أدرى بها، ولن أتحدث عن دماثة خلقه وكل من حوله يعرفونها، ولن أتحدث عن عشقه لتراب هذه الأرض وتاريخها وحضارتها لأن ما خلفه من كتب ومقالات خير برهان على ذلك، أريد أن أتحدث عن أديب اغتصبوا مدينته ولوثوا فراته ووأدوا حضارته، وأحرقوا أحلامه ورقة ورقة أمام عينيه بل وجعلوه يحرقها بيديه وليس بمقدوره الدفاع عن نفسه أو عن أحلامه، ونحن لم يكن أمامنا من خيار، أما التضحية بالأحلام أو التضحية بالواقع والحقيقة، وكان الحميدي هو تلك الحقيقة الراسخة في عقولنا وقلوبنا وذاكرتنا وتفاصيل حياتنا لذلك كانت التضحية بالأحلام المكتوبة على الورق أخف وطأة علينا جميعاً، كان الرهان على الذاكرة، تلك الذاكرة التي تحتفظ بآلاف الحكايات وملايين الصور والمشاهدات، حتماً ستكون قادرة على صياغة الحلم مجدداً إلا أننا خسرنا الرهان وكان الألم شديداً لا يُمكن احتماله، هذا الألم هو الذي قاد صاحبه إلى عالمه الخاص، العالم الذي لا ندرك أبعاده نحن، وكانت الفاجعة، فقدنا الحلم وذاكرته وفقدنا النسخة الأصيلة من ذلك التاريخ كله، وفقدنا أباً لا يمكن للكلمات مهما بلغت فصاحتها أن ترثي وتصف فقد محمد جاسم الحميدي الأب والأخ والصديق والصحفي الأديب.

خاص مجلة قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

وفاة الفنان السوري غسان مكانسي عن 74 عاماً

توفي الفنان السوري غسان مكانسي عن 74 عاماً بعد معاناة مع المرض، وقد نعى مكانسي …