آخر المقالات
الرئيسية » إبــداع » اسرائيلُ تسكنني

اسرائيلُ تسكنني

عامر العبود  | 

 

(1)

اسرائيلُ تسكنني

تطردُ المدن مني

كلَّ المدن

وتُزهق أرواحَ الأنبياءِ الذين حَلّوا في جسدي

تناديني بأسمائها!

وتأخذ مني عهداً بألا أكون أكثر من دودةِ أرضٍ

وتأخذ الأرض

(2)

اسرائيلُ تصرخُ: 

“كم بندقيةً تحمل أيها العربي؟

كم حريقاً أشعلتَ في بدنك؟”

وأنا لا أقف على طللٍ

إلا لأكتب قصيدة!

(3)

كلَّ ما رفعتُ رايةً تأخذها

تأخذ الأعلام

والشوارع

وكلَّ ما صوبتُ بندقيةً

صارتْ فوهةً لبركان

فتهجرني إسرائيل على باب الفاجعة

أناديها:

“تعالي لنغرق معاً في اللهب

تعالي فالله لم يسمع آهً واحدةً من فمك

تعالي فهذا آخر الزمان…

 لنحترق معاً”

(4)

إسرائيل تنادي الصبيَةَ المجانين في مخيلتي

تأخذهم إلى باراتِ التطبيع

تعبثُ في جوازات السفر

ولا تخاف سُفناً بلا أشرعة

ولا تخشى وجوهاً بلا ملامح

(5)

غداً يا عِرْقنا القذر

ستهتفون: إسرائيل عربية

إسرائيل عربية

(6)

مزقْ ثيابكَ يا أبي المجنون

مزقْ وجهكَ بأظافري

واندب حظكَ العاثر أنَّكَ عاصرتَ الاحتلال

وابكِ أمجادكَ الخرافة

إسرائيل لم تعد خطيئة

لأن الكفن لم يعد شرنقة

(6)

أفكر في عطلة الصيف

أجد إسرائيل قد أخذت كل الفنادق

مع النزلاء والخدم

وركبتْ كل الطائرات

وشربتْ ماء الموانئ

واحتلتْ الوجوه التي تستقبل الغرباء

من أنتَ لتقاوم التاريخ؟

ومن أنت لتبصق الألم؟

(7)

أبي…

 لعنة الله عليكَ يا أبي

فلتغرق في موتكَ

أي بلادٍ أورثتني؟!

أنتَ العاجز عن الصراخِ

العاجز عن كتابة حرفٍ في دفتر التحرير

العاجز عن قولة لا، وعن قولة نعم

كيف لم تكن عاجزاً عن الإنجاب؟!

(8)

إسرائيل يا مجد شعبٍ لا مجد له

ها قد أضعتُ المدن

كلَّ المدن

فمن أينَ لي أنْ أطعمكِ يا أكولة؟!

 

كاتب سوري ـ الخرطوم | خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *