آخر المقالات
لوحة للتشكيلية السودانية ياسمين عبد الله أحمد

درس

ليست قصة أن تستيقظ في الصباح، تنزل من فوق سريرك، تغمر السعادة روحك، لتتجه إلى الحمام، تقف تحت الماء الساخن لتغسل أحلام الليل وتعيد ترطيب شفتيك، تعد كوبا من الشاي، ثم ترتدي ملابسك التى اختارتها هى وجهزتها، وتترك قبلة صغيرة على وجهها البريء البشوش  ـ لا تكفى لطرد الأحلام الساكنة في عينيها ـ قبل أن تغادر المسكن لتذهب إلى العمل… تستمر في عملك حتى انتهاء ميعاد العمل الرسمي وتسرع عائداً إليها.

ولن تصبح قصة إن اختلقتَ فى بداية اليوم، أو منتصفه أو حتى نهايته “خناقة” مع سائق العربة، أو المدير أو رجل عادي في الشارع لأي سبب من الأسباب في محاولة منك لتحريك الأحداث أو خلق “صاصبنس” وتنتظر فارغ الصبر العودة إلى البيت لكى تغسل أثار حادثتك وأنت في حضنها تحكي وتحكي.

ولن تعتبر قصة لو تبدلت الأحداث والمشاعر فاستيقظت غاضباً مكفهر الوجه لسبب لم نعلمه ولكنك التزمت بترتيب الأحداث السابقة، حتى تركك القبلة على وجهها ـ والتي كنت تتمنى أن تطرد أحلام الليل عن عينيها لعلها ترمي لك بكلمة ـ والذهاب والعودة.

لكن الأمر كله يتحول فجأة إلى قصة يتداولها الأهل والأصدقاء حين تبحث يوماً ما عن وجهها لتترك القبلة، تلك القبلة التي تشبه باب البيت بالنسبة لك، مفتاح يوم بالنسبة لك، فلا تجدها على سريرك، فتتركها على المخدة الباردة لعلها تعود يوما ما فتجدها مازالت طازجة تصلح لملامسة هذا الوجه البريء البشوش.

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن ماهر طلبه

ماهر طلبه
كاتب وقاص مصري، مواليد 1962، صدر له مجموعة قصصية "حكايات عن ديك شهرزاد"، ولها العديد من المشاركات في إصدارات جماعية، منها "فنتازيا الثورة"، و"دون حذاء أفضل"، و "ثورة لايك وكومنت"، وغيرها، يكتب وينشر في العديد من الصحف والدوريات العربية والمواقع الإلكترونية.

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *