آخر المقالات
الرئيسية » رصاص خشن » الموت مبكراً | نهاية طريق

الموت مبكراً | نهاية طريق

الموت مبكرا

كان يجلس بجانبى حين دخل مدرس الدين ينعق كالغراب بأن سعدا مات غرقا فى البحر، كنا أطفالا فى التاسعة من عمرنا، لم يكن أغلبنا يعرف الموت بعد، لم يقابله أو يواجهه… لكننا كنا نعرف البحر، نراه  كل صباح – ذاهبون إلى المدرسة أو عائدون منها- نائما بين ضفتين دون غطاء، هذا البحر الذى حين كبرنا عرفنا أنه ليس بحرا، بل مجرد نهر يتحكم فيه ويروضه سد عالى.. يومها طلب منّا مدرس الدين أن نقرأ لروح سعد الفاتحة لعل الله يغفر له ويدخله جنته، وخرج ليكمل يومه ويعلن خبره على باقى فصول المدرسة وتلاميذها..

سألنى الجالس بجانبى: هل تحفظها؟

أجبته بهزة رأس.. طلب منى أن أكتبها له فى كراسته.. ليقرأها لروح سعد.. لعل الرب يتقبلها منه ويُدخل سعدا فردوسه.

نهاية طريق

قيل فى الأثر إن الرجل يسير على طريق أخيه، حتى إنهما يلتقيان فى الجنة أو فى النار..

 ويُحكى.. أن سعدًا كان إذا ذهب إلى محبوبته أخذ معه أخاه وصديقه وكاتم أسراره مسعود.. ليقف تحت البيت يشير إليه بعلامات صوتية قبل أن يغشاه الأب أو الأخ أو الزوج، وهو مع محبوبته فى السرير.

وعندما وقع مسعود فى حب زهرة.. ردّ سعد له الجميل، فذهب مرتين إلى  زهرة، لم ينسَ فى إياهما ذِكر مسعود بالخير، رغم تأوهات زهرة التى لم تتوقف طوال اللقاءين.

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن ماهر طلبه

ماهر طلبه
كاتب وقاص مصري، مواليد 1962، صدر له مجموعة قصصية "حكايات عن ديك شهرزاد"، ولها العديد من المشاركات في إصدارات جماعية، منها "فنتازيا الثورة"، و"دون حذاء أفضل"، و "ثورة لايك وكومنت"، وغيرها، يكتب وينشر في العديد من الصحف والدوريات العربية والمواقع الإلكترونية.

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *