آخر المقالات
الرئيسية » ممحاة » مواطن مغترب بدرجة جيد جداً

مواطن مغترب بدرجة جيد جداً

أحمد كرحوت |

أعدائي القراء , أيها السفلة والسفاكون أيها المخادعون والكاذبون والممثلون الأغبياء والكسالى أيها الكبار جداً والأصغر من ميكروب على معطف أمين فرقة حزبية , يا جنود القصعات الملوثة بالخطابات الجنائزية لا مرحبا ولا أهلا بكم وأني لأكرهكم جميعاً ، لا تقرؤوني بل اقرؤوا أنفسكم في مرايا البيوت لمرة فقط ، أيها المتحاذقون فوق السطور وتحتها, هناك فراغ يكبر فيكم ما بين السطور; تلك الهوّة الواسعة كمسافة بين نجمة ودودة تحرث الأرض بحثاً عن بقية ألوان الطيف بالدم السائل في شروخ الأرض .

 أنا عنصري جداً وطائفي ومناطقي وإمبريالي, لا أحب البحر ولا السماء الوهمية لا أحب لوحات موديلياني ولا زوجة بيكاسو,  أكره إعلانات معجون الأسنان وشفرات الحلاقة الناعمة , الناعمة حد الجرح ، أحب الرؤوس التي يغطيها المخاط والعفن كمتسولي ساحة المرجة وأكره الرؤوس الصلعاء تحت المقاعد البرلمانية والأعلام الباسقة / الباصقة..
أكره الأجساد التي يعتليها كِتاب بلا صفحات, بلا كلمات بلا فكرة ..

 أكره المكانس الكهربائية لأنها تذكرني برئيس المخفر الذي يشفط الأخضر واليابس , أكره مزارات أسيادنا المزركشة بالذهب وحبال المشيمة ، أكره كتب كونستانتين جورجيو ونجيب محفوظ , أكره قصائد الحب و الأجساد العارية طواعية، أكره ضحايا الحرب والقوارب المطاطية , أكره وزراء الثقافة و حشود الجماهير الغفيرة في سينما الكندي ومسرح الحمراء في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ، أكره موسيقى الرابسودي والكرنفالات الصاخبة في ساحة باب مصلى وإحياء ذكرى الشهداء ، أكره بيع البشر وشراء حاويات القمامة الملونة كدليل حضاري لكن بشوارع محلية مأجورة ، أكره الأقلام والكيبوردات ذات الأزرار الكاملة والسحابات “البايظة” ، أكره أوراق الجرائد ورائحتها النتنة , أكره السياسة و رسائل هيمنغواي من المقابر إلى البحر بقدر ما أستمتع بشتم الروس والترك والعرب والرعاف والصداع النصفي ،أكره الحرب والسلم والمهادنات المؤقتة ، أكره الشعوب والحكومات والسجون والحواجز والمتاريس الرملية ، أنا النبي الذي فتح حيّاً وشارعين لنشر عقائد الحزب الجديد ، أنا الخارج القانون فيه بلا وطن بلا قدمين أو عجلات كهربائية ، 
أنا النملة التي ألقي القبض عليها مراراً بسبب فساد نوع الويسكي على الموائد البعثية , أنا الجرثومة المتحولة من الفيل الفاسد الذي طالما ساعده حجمه على إخفاء رأسه بين النجوم الذهبية ..  ليس عليكم جناح أن ترسلوا زبانيتكم بوجه القصائد العارية والمقالات الإسمنتية كحاجز أول على طريق المصنع/ دمشق ، ليس عليكم جناح أن تحرقوا جوازات السفر في مداخل جرمانا لأنها لا تحمل ختم مغادرة من بلدية صحنايا الحدودية مع إسفلت داريا السفليّ ، الحق أقول لكم ؛ لن يكون السم حلواً مهما لعقه النحل وتغوّطه ، كذلك لن يكون الموت حلواً باسم (الأب والابن) والروح القدس…

كاتب وشاعر سوري | خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …