الرئيسية » رصاص ميت » رحيل الباحث الآثاري الرَّقّي محمد العزو عن 75 عاماً

رحيل الباحث الآثاري الرَّقّي محمد العزو عن 75 عاماً

رحل صبيحة يوم الجمعة في عيد الأضحى الباحث الآثاري الرَّقّي محمد العزو في مدينته الرَّقَّة قضاها منذ ريعان شبابه في الدراسة الأكاديمية والبحث والتنقيب الأثري في أهم المواقع الأثرية في الرَّقَّة حتى أُطلق عليه لقب شيخ آثاريي الرَّقَّة. 

العزو الذي كان يبحث في بطون الكتب عن الحضارات التي نشأت في وادي الفرات ويرصد خرابات ممالكها المتتالية شاء القدر أن يشهد خراب مدينته الأخير، ولعل أبرز ما أثقل كاهله خلال العقد الأخير ما تعرضت له آثار الرَّقَّة التي نُهبت والمواقع التاريخية التي خُربت طيلة سنوات الحرب التي دارت رحاها في تلك البقعة الجغرافية التي نذر حياته شاباً وكهلاً لها. 

شهد العزو نهب متحف الرَّقَّة الذي تولى أمانته بُعيد تأسيسه في ثمانينات القرن الفائت في عام 2013، ثم كرَّت السبحة حتى لم يسلم أي موقع أثري في الرقة من النهب والتخريب، فمن مشرف على التنقيب في زمن مضى إلى شاهد عيان على “تنقيب” بالجرافات لم يكن بوسعه منعه أو الاعتراض عليه أو حتى إبداء الأسف العلني عليه.

شهدت مدينته عدواناً وحشياً في عام 2017 أدى إلى تدميرها، ولم يكن قد بقي من متحفها سوى جدرانه، لكنه لم يستسلم رغم وضعه الصحي وحاول جاهداً إعادة إحياء المتحف بما هو متوافر وعُيَّنَ مجدداً مديراً له.

محمد العزو من مواليد محافظة الرَّقَّة عام 1950، درس علم الآثار وتاريخ الفن بجامعة شارلز في مدينة براغ التشيكية في عام 1971، كما درس علم النفس الاجتماعي وعلم الآثار وتاريخ الفن، وعاد إلى سوريا في عان 1980 ليعمل مشرفاً على أعمال التنقيب في المواقع الأثرية، وبعد عام انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليعمل محاضراً في جامعة الرياض، ثم عاد إلى سوريا في عام 1986، وعُيَّن أميناً للمتحف حتى عام 2002، ليتفرغ إثر ذلك للبحث والتنقيب والتأليف، وفي عام 2006 أصبح رئيساً لجمعية العاديات في الرَّقَّة، وفي سجله عشرات الأبحاث والمقالات المتخصصة بالآثار التي نُشرت في صحف ودوريات ومواقع إلكترونية عديدة. 

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن رصد ومتابعات

رصد ومتابعات

شاهد أيضاً

أيمن ناصر … انطفأ قنديل آخر

رحل الفنان التشكيلي والنحات والروائي الفراتي أيمن ناصر إثر صراع مع المرض في مدينة أورفا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *