آخر المقالات
الرئيسية » نقار الخشب » الدراما السورية..قصة موت مُعلن

الدراما السورية..قصة موت مُعلن

ماهر منصور |

تختلط أوراق صناع الدراما السورية اليوم، حتى يبدو حالهم حال من “ما طال بلح الشام ولا عنب اليمن”، فيذهب كثير من الأسماء الفنية المهمة التي شاركت في صنع مجد الدراما يوماً، للعمل بتكنيك فني سوري في أعمال تفتقد الخصوصية المحلية السورية، وبالمقابل تنشغل أيد بدائية تفتقد سحر المهنة بصناعة دراما محلية، لتخرج علينا بدراما بمستوى أقل مما اعتاده الناس من دراما السوريين.

وفي الحالتين نجد أنفسنا أمام دراما هجينة تكبر وتسود حتى تحجب النذر اليسير الذي ينتج من درامانا ذات الخصوصية المحلية والتي تنفذ بصناعة فنية خبيرة.

ببساطة نشهد اليوم ما يشبه نذير موت معلن للدراما السورية، هو موت شبيه بموت “سنتياغو نصار” في رواية ماركيز الشهيرة (قصة موت معلن) فمن صناع الدراما من يشبه صديق سنتياغو (كريستوبيدويا) الذي تحول ظروفه ومشاكله من منع قتل صديقه/ سقوط الدراما في الرداءة، ومنهم من يبدو مثل عمدة القرية الذي تباطأ بمنع الأخوين (فيكاريو) من اقتراف الجريمة لاعتقاده أنها لن تتم بسرعة، حاله حال الدراميين الذين اعتقدوا أن ما أنجزته الدراما من قبل، أقوى من أن يتقاسمه التجار.

ومن الدراميين من يشبه أم سنتياغو التي أغلقت الباب في وجه ابنها وهي تعتقد أنها تغلقه في وجه قاتليه، ومنهم من يشبه سنتياغو الذي لم يدافع عن نفسه وهو يواجه القاتلين، حتى وهو يحمل أمعائه ويعد ما تبقى له من ثوان في الحياة.

يبدو أن ماركيز في روايته هذه كمن يشرّح واقع الدراما السورية اليوم، ولعلي أتمنى ألا يصدق من حال أبطاله، سوى أن يكون حالي، أنا، مثل حال الأخوين (فيكاريو).. فاستعجل قتل ما انجزته الدراما السورية، كما استعجلا هم قتل سنتياغو، ونكون كلنا، أنا والأخوين القاتلين، مخطئين.

صحافي ثقافي وناقد درامي

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

تمخط طوني خليفة فضرط زياد نجيم في المشهد

إن لكل عمل أو فعل نقوم به غاية، هدف، مغزى، معنى، وإلا ما قيمة ما …