آخر المقالات
الرئيسية » ممحاة » زيت وتفشي!

زيت وتفشي!

فؤاد ديب |

في حوار سريع نلف به صيغ المجاملات كما نلف عروسة زعتر على عجل، بعد إلحاح من أم أو زوجة ونتناول قضمة منها أو قضمتين ونحن على عجلة من أمرنا، لنكتشف بعد قليل أن بقع الزيت قد ملأت ثيابنا، فلا نحن تناولنا وجبة دسمة ولا نحن احتفظنا بثيابنا نظيفة! بل على العكس تماماً فقد أصبحنا نحتاج زمناً طويلاً والكثير من مساحيق الغسيل كي تعود هذه الثياب نظيفة من البقع المتفشية عليها..!

هكذا هو الحال مع معظم المواقع الإلكترونية وبعض الصحف والمجلات إن لم نقل أغلبها، فصبغة العصابة المنغلقة، والمغلقة على دائرتها، هي صبغة عامة وطبعاً هؤلاء لا يقرؤون إلا لبعضهم في دائرة بائسة ولا ينشرون إلا لبعضهم، وصاحب القلم لا يسأل، أما صحف المجاملات والمواقع الإلكترونية الناشئة فحدث ولا حرج فهي غالباً بيد شخص واحد وما عليه سوى أن يقوم بحملة علاقات عامة ودغدغة مواضع النفخ عند بعض رؤساء أقسام المجلات والصحف اليومية فيعيد نشر مقالاتهم المنشورة سابقاً في الصحف الورقية في هذا الموقع الإلكتروني مضفياً عليهم بعض الصفات التي يعلم أنها تداعب غرورهم ومسبغاً بعض كراتين التكريم بعبارات تكريمية وبحضور جمهور غفير من الأقارب والمعارف ومريدي هذا الكاتب الذي هو في الأساس مدير أحد أقسام المجلة أو الجريدة، وهكذا.. ومع كل كرتونة تكريم وحفل توقيع وعبارة تبجيل تتفشى بقعة الزيت إياها ويتفشى مرض(طعمي التم بتستحي العين) في الوسط الثقافي المريض أساساً والمتورم نتيجة إنهيال اللّكمات عليه من قبضة السياسة وأجهزة الأمن.

عندما يطرق هذا الرجل باب مدير القسم الذي قام بتكريمه سابقاً يقوم هذا المدير من وراء مكتبه ليستقبل هذا الأستاذ الإعلامي الكاتب الصحفي المبجل فيأخذ منه مادته الصحفية ليقوم بنشرها مع شكره لأنه اختار النشر في صحيفته.

وما إن تمسك بالصحيفة كي تقرأها حتى تتفشى البقع على قميصك! ألم تلاحظوا أن ورق الصحف في آخرالأيام يرشح زيتاً..!

كاتب وشاعر فلسطيني | خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …