آخر المقالات
الرئيسية » رصاص خشن » سيناريو غير مكتمل

سيناريو غير مكتمل

أحمد كرحوت  | 

مشهد رقم 1

ليلي داخلي

المكان “مقهى بروكوب”

le Procope cafè

مارلين مونرو تفلت يد آرثر ميلر وهي تتراقص مبتعدة باتجاه فان كوخ بعد أن قص إحدى أذنية وحملها يطوف بها على طاولات الحفل، فتضع مونرو منديلها الأحمر مكان البتر المتعمد كي لا يرى الحاضرون لون الدم، فيهجرون المقهى لكن بعد امتزاج الدم بالمنديل ذو اللون الدموي القاتم، لن يلاحظ أحد ما قام به ذو اللحية الصفراء، في الزاوية اليمنى من الداخل يجلس أماديوس موتسارت خلف البيانو وبجانبه أندريه ريو يدوزن أوتار كمانه العائد إلى أسرة أماتي Amati في كريمونا الإيطالية وعلى الجهة الأخرى يقف لوتشانو باڤاروتي برفقة خوسيه كاريراس يراجعون معاً كلمات أغنية “نيسون دورما”، بجانب الباب الرئيسي وعلى مدخل الصالة يجلس باكو دي لوسيا paco de lucia يطرق على ظهر غيتاره الـ”ڤالينتينو”، ويحرك يديه بين الفينة والأخرى على أوتاره بمعزوفة كونشيرتو دي ارانخويث – مونامور- لخواكين رودريغو فيدري / الموسيقي الأعمى الأشهر بعد بيتهوڤن الألماني / وهناك تماماً يتعرف رودريغو على مايلز ديفز ويتفقا معاً على إصدار ألبوم “اسكيتشات اسبانيا” بعد فترة وجيزة، وعلى صوفا انكليزي من الطراز الڤيكتوري تجلس أولغا خوكلوڤا تراقب وتغازل اميديو موديلياني بنظراتها المثيرة وهو يرسم “الغجرية مع طفلها” ذات العنق الطويل والوجه الشارد واليدين المكتوفتين على بقجة من القماش تحتوي قطعة لحم حديثة الولادة، ما يجعل بابلو بيكاسو يستشاط غيظاً ويروح يجرها من شعرها أمام الجمهرة الغفيرة من الحاضرين ومع هذا ليس هذا الحدث هو السبب الرئيسي لكره أولغا لبابلو إنما كان بسبب اختيار الأخير اسم أمه ليقرنه باسمه الأسطوري بدل أن يكون اسمه بابلو رويث بلازكو، ورغم كل ذلك الضجيج الذي أحدثه جنون بيكاسو إلا أن أحداً من الحاضرين لم يك مهتماً فالأنظار كلها كانت متجة إلى صوفيا لورين وهي ترتدي قميصاً مفتوح الأزرار عند الصدر واشمة أسفل عنقها من جهة اليمين شعار نادي نابولي لكرة القدم مترنحةً تحمل بيدها كأس شمبانيا عتيق من ماركة “بولنغر” مباعدة 

رجليها عن بعضهما ماشية جهة اليمين الأقصى حيث فان كوخ مازال ينظر إلى أذنه المقطوعة لا يسمع شيئاً من كل هذا الجنون المحيط سوى صوت ريكاردو باسولتو – بابلو نيرودا- وهو يصرخ مخاطباً سيمون دي بوڤوار بقصيدته الأجمل “أهواك عندما تصمتين” :

أهواكِ عندما تصُمتين

لأني أغيبُ في ذلك الصمت

أنتِ بعيدة ومؤلمة مثل الموت

كلمة منكِ أو حتى ابتسامة تكفيني

لأكون سعيداً،

ولكن تِلك السعادة لن تأتي أبداً إلى قلبي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Cut قطع

نهاية المشهد الأول

شاعر سوري ـ الإمارات | خاص مجلة قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …