آخر المقالات
الرئيسية » نقار الخشب » لبنانيات يرفضن مُصاحبة السوريين..لماذا؟

لبنانيات يرفضن مُصاحبة السوريين..لماذا؟

هيام إسماعيل  | 

تستمر عنصرية بعض اللبنانيين تجاه الشعب السوري بطرق وأشكال مختلفة، فبعد فوز الجنرال ميشيل عون برئاسة الجمهورية، والدور الكبير الذي لعبته الدولة السورية من أجل ذلك، جاء الرد سريعاً من قناة OTV في برنامج “هدي قلبك” في حلقة تم استغلال شاب سوري يبحث عن أي عمل يعيش منه والسخرية منه بطريقة غير أخلاقية وغير إنسانية.

وبينما ما زال الجدل مستمراً بين أخذ ورد في شأن ذلك البرنامج ظهر فيديو جديد لكن هذه المرة من داخل جامعة ALBA حيث تظهر في الفيديو الذي هو عبارة عن مشروع عمل للجامعة، طالبة لبنانية تسأل زميلاتها في جامعة “ALBA” اللبنانية باللغة الفرنسية بينما ترافقها كاميرا، عن “إمكانية مواعدة شاب سوري”، وقد جاءت إجابات الفتيات اللبنانيات بالرفض القاطع، وعن الأسباب التي تمنعهن من مواعدة شاب سوري.

قالت إحدى الطالبات: “أكيد لا، لأن حضارته تختلف عن حضارتي”!!

يبدو أن هذه الطالبة التي ترطن بالفرنسية لا تعرف معنى الحضارة، لأن سورية هي موطن الحضارة حين لم يكن هناك ما يُسمى لبنان اليوم الذي لم يصل عمره إلى 100 عام بعد، ككيان أسسه الفرنسيين في عشرينيات القرن الماضي.

بينما عزت طالبة أخرى ذلك إلى نظرة الآخرين إليها في حال تواعدت مع شاب سوري، وقالت ثالثة: “ما عنا نفس القيم والتربية”!!

وهي مُحقة بذلك، وعلى سبيل المثال في سورية ما زال السوريون ينظرون إلى ممارسة الجنس قبل الزواج زنا وحرام، بينما هو في لبنان نوع من الانفتاح وضرورة ترّوج لها حتى البرامج التلفزيونية كشيء من مواكبة الغرب وفرصة للتعرف على الشريك بشكل حقيقي.

ورأت إحداهن أن ذلك ممكناً في حال لم يكن الشاب السوري يتحدث باللهجة السورية، أي أن مشكلتها مع اللهجة السورية وليس مع الشاب السوري. واختتم الفيديو مع فتاة قالت: “أكيد مش سوري من ياللي بينضفو”.

ليست المشكلة في الإجابات فقط، إنما المشكلة الأساسية تكمن في طرح هذا النوع من الأسئلة، لماذا الإصرار على هذا العداء للسوري، أليست سورية هي الرئة الوحيدة التي يتنفس منها لبنان؟

هذا وقد قدمت إدارة جامعة “ALBA” اللبنانية، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني، توضيحاً بعد الضجة التي أثارها التقرير المصور، وقالت الجامعة في توضيحها: “إن التسجيل يندرج في إطار مشروع طلابي الغرض منه تناول موضوع العنصرية من زوايا مختلفة، وقياس مدى تأثير الشبكات الاجتماعية حين تتعلق المسألة بموضوع ساخن ومحل نقاش”.

وأكدت في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في موقع “فيسبوك” أن هناك جزء ثاني يحتوي موافقة الطالبات على مواعدة السوريين وإجابات سليمة إيجابية، فكان مقرراً أن يُعرض الأسبوع القادم بعد ملاحظة نتيجة الجزء الأول من التمرين الذي يندرج في إطار الدراسة لا غير”.

وبهذا يكون لدينا ما يُمكن أن نوصفه بعذر أقبح من ذنب، لم يعد لدى اللبنانيات سوى السوري ليكون حقل تجارب لهن؟

يحاول القائمون على الإعلام اللبناني ترسيخ هذه العنصرية بطرق وأشكال مختلفة وعند مختلف الأجيال، الطفل اللبناني في ذهنه فكرة معينة عن الطفل السوري أو عن الشخص السوري، لكن قبل أن نحاسب الطفل لنسأل أنفسنا أولاً من الذي رسخ مثل هذه الأفكار العنصرية لدى الأطفال، علماً أننا لا نجد مثل تلك الأفكار في المجتمع السوري فنحن السوريين ننظر إلى أي عربي أنه مواطن سوري، ما يجمعنا به أكبر بكثير من أي خلافات في السياسة.

لكن المزري هو أن يتحول السوري إلى مادة إعلامية دسمة لدى بعض اللبنانيين مما يؤجج الخلاف ومشاعر الكراهية والبغضاء بين أفراد الشعبين.

صحفية سورية  |  خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …