آخر المقالات
الرئيسية » رصاص حي » عن فناني الستين مليار في الجزائر “مآسي التكريم العربي واحدة”

عن فناني الستين مليار في الجزائر “مآسي التكريم العربي واحدة”

حسان أحمد الشكّاط   |  

أنفقت الحكومة الجزائرية ستين مليار دينار جزائري على مجموعة من الفنانين الجزائريين في حفل أقيم على شرفهم، وقد قام الوزير الأول عبد المالك سلال بتسليم الفنانين شيكات بمبالغ محترمة. وإن تميز هذا التكريم بحضور بعض الفنانين المحترمين أمثال محمد عجايمي وفريدة صابونجي وشافية بوذراع. فإن الكثيرين استغربوا تكريم أشباه فنانين ومغني الملاهي أمثال قادير الجابوني (قادير الياباني)، هذا الأخير بعد تسلمه الصك جعله الفرح يصدح بالصوت قائلاً: “منذ اليوم لست قادير الياباني سأصبح قادير الجزائري”.

والسؤال الذي حير فئة كبيرة من المثقفين ولم يحصلوا على إجابة شافية له. ما هي المعايير التي حددت لاختيار مجموعة الفنانين المكرمين الذين صرفت عليهم ميزانية معتبرة في عز أزمة التقشف المفروض على الشعب الجزائري بسبب انهيار أسعار البترول.
وكم هو عدد الفنانين المهمشين الذين لم ينالوا نصيبهم من التكريم، أم هو مجرد تكريم لفئة معينة دون غيرها. وحضيت بها النخبة التي تتمركز بالعاصمة الجزائرية، ماذا عن العدد الكبير من الفنانين من ممثلين ومطربين وشعراء وكتاب وغيرهم، شخصيا أعرف عدداً كبيراً من هؤلاء الذين قدموا الكثير في مشوارهم الفني. وهم اليوم في سن متقدمة ولا يذكرون يوماً كرموا فيه بأي شكل من الأشكال. هذا في وقت تقوم فيه وزارات الثقافة الأوروبية خصوصاً بتخصيص ما يسمى بمنحة التفرغ للفن، حيث تقدم للكاتب مثلاً راتباً شهرياً فيقوم بالاستقالة من وظيفته التي كانت تعيقه عن الإبداع. وبالتالي يتفرغ لفنه نهائياً، فأين نحن من مثل هذه التكريمات المحفزة للفنانين والتي تجعلهم يجزلون العطاء لأوطانهم.

ومن كواليس حفل التكريم يقال أن الفنان والممثل القدير عثمان عريوات والذي كان ضمن المدعويين لحفل التكريم. دخل إلى قصر الثقافة وألقى نظرة على مجموعة من المدعويين فلمح أمثال الجابوني وغيره من الذين لا علاقة لهم بالفن لا من بعيد أو قريب، فتراجع وغادر المكان مسرعا وهو يقول..”لا أريد أن أكون هنا..لا يهمني أن أكون بينهم..”.
الفنان عثمان عريوات الذي سبق وأن صرح قائلاً..”إذا كنا نعمل على ترقية مستوانا وأعمالنا..أو على الأقل نقدم أعمالاً تبقينا في المستوى نفسه الذي قدمنا فيه أعمالاً سابقة فأهلاً بها..واذا نحن نعمل لكي ننزل عن مستوى وصلنا اليه فأظن أن البقاء دون عمل أفضل”.
وهذا ما يفسر أعمال هذا الرجل القليلة جداً ..هذا الرجل الذي رفض حصته من الستين مليار دينار لأنه رأى أن بعضاً ممن لا يستحقون صفة الفنان يحظون بنصيب من الكعكة.

روائي وكاتب جزائري  |  خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

أحمد جوني و”هرم أغنادين”

أن تبدأ مسيرتك الأدبية بعمل روائي، وأن تكون روايتك الأولى (538) صفحة، وأن تكتبها على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *