آخر المقالات
الرئيسية » نقار الخشب » بالفيديو: سوريون يتعرفون إلى خاطفهم عبر تقرير لقناة BBC

بالفيديو: سوريون يتعرفون إلى خاطفهم عبر تقرير لقناة BBC

قلم رصاص  |

تخرّج أحمد من كلية الإعلام في جامعة دمشق، ولم يكن بوسعه العودة إلى أهله حيث مسقط رأسه في ريف محافظة الرقة الشرقي، وتُعتبر دراسة الإعلام في جامعات «النظام» سبباً كافياً لهدر دمه هناك حيث يحكم «أسود دولة الخلافة». كذلك لا يستطيع العيش في العاصمة دمشق في ظل انعدام فرص العمل، وغلاء المعيشة، لذا كأغلب السوريين قصد بيروت قبل نحو عام بحثاً عن فرصة للعيش، واستقر في بيت استأجره بالتشارك مع شباب سوريين في مخيم برج البراجنة.

يعمل أحمد في ورشة دهان، ويقطن مع سبعة شباب في منزل واحد، جميعهم عمال يتحدرون من محافظة الرقة، وقبل أيام نزل عندهم ضيوف من أقاربهم، واستقبال السوريين لمعارفهم أو أقاربهم في الغربة أمر لابدّ منه ريثما يتدبرون أمرهم، إلا أن ذلك جرّ عليهم مصيبة لم تكن في حساباتهم، ويروي أحمد تفاصيلها قائلاً: «داهم ثمانية مسلحين منزلنا في مخيم برج البراجنة، واقتادونا معهم بعد أن عرّفوا عن أنفسهم أنهم من أمن المخيم، وفتشوا المنزل بشكل عشوائي دون أن ندري عن أي شيء يبحثون».

أخذوا الشباب السوريين وضيوفهم إلى شقة في مخيم البرج، دون تبيان سبب الاعتقال ولسوء حظ أحمد أنه سألهم عن سبب الاحتجاز التعسفي له ولرفاقه، فكان ذلك سبباً كافياً ليبدأوا بضربه ورفسه في مختلف أنحاء جسده، ثم بدأت جلسة التحقيق، ويضيف أحمد:«احتجزونا بالشقة وبدأوا التحقيق بعد أن أشبعونا ضرب ورفس، كانت الأسئلة مثيرة للسخرية، كانت سخريتهم واضحة منّا، يسألوننا ما لون «بوكسراتكم»، إضافة إلى أسئلة جنسية أخجل ذكرها، شعرت بالإهانة وكانت حفلة الضرب والتعذيب تبدأ كلما حاولت أن أجادلهم لماذا يفعلون بنا ذلك؟».

ثم اتضح أن الساعات الأولى كانت للتعارف فقط، وما الشتائم والرفس واللبط والضرب بالعصي إلا بداية تحضير المعتقلين نفسياً لجلسة التحقيق واللقاء مع «المعلم» الذي جاء ليشرف شخصياً على عمليات التحقيق والتعذيب.

كذلك صادروا البطاقات الشخصية للشباب والموبايلات، وكل ما بحوزتهم من أموال، كانت 100دولار و100 ألف لبناني وجهازين موبايل ماركة سامسونغ، وأخذوا كل أغراض البيت حتى غاز الطبخ والصحون والطناجر وثيابهم الشخصية.

تلك باختصار قصة الشباب السوريين وتم نشرها في صحيفة رأي اليوم في شهر تشرين 2 الماضي، إضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية اللبنانية، ورغم أن أحمد ورفاقه قد تقدموا بشكوى إلى أمن المخيم لاستعادة ما تم سرقته منهم من أموال وهواتف نقالة أثناء اختطافهم الذي دام لأكثر من 24 ساعة، إلا أن تلك الشكوى لم تجد نفعاً.

منذ أيام كان أحمد يتابع قناة بي بي سي العربية، وبالمصادفة قدمت القناة تقريراً عن لاجئ فلسطيني ـ سوري يعيش في مخيم برج البراجنة، كان التقرير تحت عنوان: “نازح سوري في لبنان”.

ويعرض التقرير سيرة شخص يدعى (ر،ع)، ويقول في التقرير: “أعمل أي شيء لأكسب عيشي”.

وظهر الرجل الملتحي في التقرير على أنه كهربائي يصلح الأعطال في الحي، محاولاً إظهار البراءة بطريقة تمثيلية رخيصة واضحة الكذب، ولم يسأل معد التقرير السيد (ر،ع) عن طرق كسب عيشه بشكل أعمق لأن الحقيقة غير ما جاء في التقرير، لأن الرجل يتزعم عصابة تقوم باختطاف العمال السوريين وسلبهم ونهبهم وتعذيبهم بذريعة أمنية، وأثناء فترة اعتقال ضحاياه يقوم مع مجموعته بالسطو على منزل المختطفين كما حصل مع الصحفي السوري أحمد وأقاربه.

تمكن أحمد من التعرف إلى الرجل الذي كان يتزعم مجموعة الخاطفين والذي قام باختطافهم وتعذيبهم وسرقتهم، وتذكر تفاصيل كل لحظة ألم عاشها تلك الليلة المشؤومة، لكنه عاجز عن فعل أي شيء، فالحقيقة المرة أنه لا يوجد قانون في لبنان، والأكثر مرارة أن أحمد الذي يحلم بأن يجد فرصة عمل في مجال اختصاصه (الإعلام) أصيب بصدمة كبيرة حين رأى خاطفه على قناة كان يعتقد للوهلة الأولى أنها مختلفة عن وسائل الإعلام الأخرى. 

تقرير قناة بي بي سي عربية الذي يظهر فيه خاطف السوريين..

خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *