آخر المقالات
الرئيسية » إبــداع » وجه آخر لزنوبيا

وجه آخر لزنوبيا

منذر يحيى عيسى  |

وجه آخر لزنوبيا
لي في تدمر
بين أطلاها وعد
يغفو بين أحضانه حلم
وإلى تدمر يمتد طريقان ؛
_ طريق إلى عبق الأيام
وطريق أخرى
إلى مرافئ قلبي….
******************
قامة تشمخ ؟
تحاكي الهياكل أو تزيد….
تعيد للأطلال مجدا مضى…
تسطع شمس
ويضحك الورد
وللأرض عرس وحكايا تغلفها الظنون
تمشي فوق الرمال
فيتقد اللهب الجميل
ونجري جداول خضراء
تداعب ضفافا قانية الوجنات…
يهزب الحزن نحو الرمال
معلنا أشرة الرحيل
أيمع أصوات كؤوس
ورائحة خمر تلامس شغاف القلب
تتسامق قامتها، كالنخل في واحة تدمر
تحاكي اشجار الحور
على ضفاف الفرات…
**************¥*
ترسم عيناها تيجانا للأعمدة
يرتفع الوجه ويسقط قناع
يتبدى قناع آخر
تشرق روح المجد
وتبقى زنوبيا في غياب
ويبقى الأمل الجمر
لأن سماء قلبي لها ألف باب وباب
أقف استرق السمع
يصرخ في الأحشاء بركان
ويومض وهج الأيام
أغمض عيني واستحضر وجه زنوبيا
أراه عصيا
يتجهم وجه الصحراء
والأمل الجمر
يتوهج فوق الأعمدة الباسقة
تمتد يدي إلى كفن
أبحث فيه عن وجه الملكة الشماء
المنتحرة في أرض الغربة
في مجاهل روما
أصرخ كزنجي يمارس طقسا ؛
صحراء يا صحراء أين زنوبيا؟
يرتد الصوت
يشرق من وجه الناريخ
يمسح غربة الوقت ولهيب الهاجرة
أدخل ذالك المسرح أسمع صوتا :
لا تجهد نفسك في البحث عن وجه
ضيعه رماد الأيام
وتربع الاسم مجدا أبديا
انظر حولك
فالوجه المتألق شمسا
يتهادى فوق الهيكل وهجا قدسيا
وظلالا خضراء…

شاعر سوري | موقع قلم رصاص الثقافي

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *