الرئيسية » رصاص ميت » الشاعر الدكتور إبراهيم الجرادي: لماذا تركت الفرات حزيناً؟

الشاعر الدكتور إبراهيم الجرادي: لماذا تركت الفرات حزيناً؟

قلم رصاص  |

رحل الشاعر السوري د. إبراهيم الجرادي في العاصمة السورية دمشق إثر وعكة صحية ألمت به بعد أن خضع لعملية جراحية قبل أشهر.

وُلد الشاعر الراحل في قرية بندرخان الواقعة في ريف الرقة الشمالي عام 1951، خسر الفتى إبراهيم الجرادي شقيقه الذي قُتل مُبكراً، فتعرف في بداية حياته على الفقد وآلامه، وغادر  إلى مدينة الرقة حيث استقر هناك، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تشهد حراكاً أدبياً وثقافياً أسس  لوضع الرقة على الخارطة الثقافية السورية والعربية لاحقاً.

ثورة الحرف

نشأ إبراهيم الجرادي في الحي المتاخم لمدينة الرقة، والذي يُعرف باسم قرية المشلب، أو حي المأمون حسب التسمية الرسمية لاحقاً، كانت المشلب نواة الحراك السياسي والثقافي الشعري بشكل خاص، وشهدت الرقة في تلك الفترة وفود العديد من الشباب من محافظات أخرى والتي صارت لاحقاً ذات شأن في الثقافة والأدب.

تعرف إبراهيم الجرادي إلى مجموعة من الشباب من مجايليه، ومنهم القاص الراحل خليل جاسم الحميدي والأديب الدكتور الراحل عبدالله أبو هيف، والروائي إبراهيم الخليل، والأديب نبيل سليمان والأديب وفيق خنسة،  وأسسوا معاً جماعة أدبية عُرفت باسم (ثورة  الحرف)، كان ذلك في عام 1968، حيث تأثروا بالنكسة التي تعرضت لها  الأمة العربية عام 1967 وما تبعها من انكسارات وانهزامات.

سعى مؤسسو ثورة الحرف للخروج عن المألوف في الكتابة الأدبية على اختلاف مجالاتها قصة وشعراً ونثراً ونقداً، وتمكنوا من إحداث تغيير في النمط السائد للكتابة آنذاك.

المقاومة الفلسطينية

التحق الجرادي بالمقاومة الفلسطينية، وعمل لاحقاً في المؤسسات الفلسطينية لسنوات عديدة، حاملاً الهم القومي العربي رغم يساريته، وبعد انتسابه إلى الحزب الشيوعي السوري سافر لاحقاً إلى موسكو لدراسة الإخراج السينمائي، إلا أن خلافه مع خالد بكداش أدى إلى فصله من المعهد بطلب من الأخير إلا أنه تابع دراسة الأدب في معهد آخر، ونال درجة الدكتوراه لاحقاً.

عمل الجرادي مدرساً في الجامعات اليمنية، وعاش هناك فترة طويلة، ثم عاد إلى دمشق وصار عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب بدمشق، لكنه قدم استقالته لاحقاً احتجاجاً على العقلية السائدة في الاتحاد في عام 2012.

خضع الجرادي لعملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني منذ أشهر، وما كاد أن يتماثل للشفاء حتى انتكس مجدداً ليفارق الحياة عن عمر ناهز 67 عاماً.

رحل الجرادي والحزن يسكنه على مدينته المدمرة، وقريته التي أحرقتها ودمرتها الميليشيات المدعومة أمريكياً، رحل وعيناه ترقب الفرات الحزين الذي لوثته قذائف وحمم الموت، والأشلاء التي رُميت فيه طيلة السنوات الأخيرة.

إصدارات الجرادي

صدر للشاعر الراحل العديد من المؤلفات والترجمات والدراسات، ومنها:

1 ـ أجزاء إبراهيم الجرادي المبعثرة، شعر، 1981.

2 –  رجل يستحم بامرأة، شعر، 1982.

3 – الدم ليس أحمر، قصص، 1984.

4 – شهوة الضد، شعر، 1985.

5 – موكب من رذاذ المودة والشبهات، شعر، 1986.

 6 – شعراء وقصائد، مختارات من الشعر السوفيتي، ترجمة، 1986.

7 – أوجاع رسول حمزاتوف، ترجمة، 1988.

8 – دراسات في أدب عبد السلام العجيلي تحرير وتقديم وإشراف، 1988.

9 – الحداثة المتوازنة دراسات في أدب عبد العزيز المقالح، تحرير وتقديم وإشراف، 1995.

 10 – مسامير في خشب التوابيت، دراسات في إبداع زكريا تامر، تحرير وتقديم وإشراف، 1995.

11 – الأشكال في الشعرين الروسي والغربي ( 1960-1980) رسالة دكتوراه بالروسية 1993.

12 – عويل الحواس، شعر، 1995.

13- دع الموتى يدفنون موتاهم، كتابة،  دار المدى 2000.

14 – الذئاب في بادية النعاس، شعر، اتحاد الكتاب العرب، 2000.

15 – محمود درويش ينهض.

16 – حديقة الأنقاض.

خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

متعبون من فرط النوم.. راقصٌ على إيقاع الغياب.. ضياع أنت يا صوت القصب

وحدكَ تدْقُّ الأرضَ عصاك مغشيّاً على وضحِ المدى   لا رفيقٌ يردِّدُ معك شعارَ الجلسةِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *