الرئيسية » نصـوص » سرير تحت المطر

سرير تحت المطر

محمد الماغوط  |

الحبُّ خطواتٌ حزينةٌ في القلب
والضجرُ خريفٌ بين النهدين
أيتها الطفلة التي تقرع أجراس الحبر في قلبي
من نافذة المقهى ألمح عينيك الجميلتين
من خلال النسيم البارد
أتحسَّسُ قبلاتكِ الأكثر صعوبةً من الصخر.
ظالمٌ أنت يا حبيبي
وعيناك سريران تحت المطر
ترفق بي أيها الالهُ الكستنائي الشعر
ضعني أغنيةً في قلبك
ونسراً حول نهديك
دعني أرى حبك الصغير
يصدحُ في الفراش
أنا الشريدُ ذو الأصابع المحرقة
والعيونُ الأكثر بلادة من المستنقع
لا تلمني إذا رأيتني صامتاً وحزيناً
فإنني أهواك أيها الصنمُ الصغير
أهوى شعرك، وثيابك، ورائحة زنديك الذهبيتين.
كن غاضباً أو سعيداً يا حبيبي
كن شهياً أو فاتراً، فإنني أهواك.
يا صنوبرةً حزينة في دمي
من خلال عينيك السعيدتين
أرى قريتي، وخطواتي الكئيبة بين الحقول
أرى سريري الفارغ
وشعري الأشقر متهدلاً على المنضدة
كن شفوقاً بي أيها الملاك الوردي الصغير
سأرحلُ بعد قليل، وحيداً ضائعاً
وخطواتي الكئيبه
تلتفت نحو السماء وتبكي.

موقع قلم رصاص الثقافي

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

زخة هايكو

حسني التهامي | مصر قطارُ السابعة على ذاتِ الرصيف صِبْيةٌ يُكملون أحلامَهمْ … في أوجّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *