“ياسمين شوكي”.. آثار الحرب في فيلم وثائقي طويل

انطلقت عمليات تصوير الفيلم الوثائقي الطويل (ياسمين شوكي) سيناريو وإخراج غسان شميط، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويعتبر هذا الفيلم الوثائقي الثالث للمخرج ضمن سلسلة أفلام تتناول ما خلّفته الحرب من آثار، بعد فيلميه الوثائقيين الطويلين (حكايا من مراكز الإيواء) (أبطال الحامية).

يتناول فيلم (ياسمين شوكي) انعكاسات الحرب التي شُنت على سورية وتداعياتها على الأطفال بشكل خاص، من خلال تناول طيف واسع من الحالات المختلفة والمتنوعة لرصد التأثير الذي تركته على حياتهم. حول خصوصية الفيلم ومحوره الأساسي يتحدث المخرج غسان شميط قائلاً:
أفرزت الحرب التي استمرت حوالي عشر سنوات على سورية الكثير من المشكلات والقضايا والأمراض الاجتماعية التي تحتاج إلى العديد من السنوات للتعافي منها، ومن أهم المشكلات تلك التي لها علاقة بالأطفال جيل المستقبل، حيث تركت الحرب بصمة قاسية عليهم ومؤلمة بالنسبة إلينا، ونرى ضمن هذا الإطار حالات صعبة ومريرة تسعى الدولة للتعامل معها. ونتناول عبر الفيلم مختلف الشرائح والحالات، ومنها على سبيل المثال الأطفال في الشوارع والمشردون والذين فقدوا أهلهم والذين وصلوا إلى حد الجريمة، فالطفل عندما يأتي لهذه الدنيا يكون كالصفحة البيضاء والبيئة التي حوله تترك أثرها فيه، وسنرى في الفيلم كيف تأثر الأطفال بالبيئة التي كان فيها إرهابيون، فلا أحد يُخلق مجرماً بطبعه ولكن المحيط يؤثر فيه وقد يؤدي ذلك لأن يصبح لديه أمراض نفسية تحتاج لفترة لتتم معالجتها.

تتوزع أغلب مواقع تصوير الفيلم ضمن دمشق وريفها، في العديد من الأماكن حيث تُجرى لقاءات في الشوارع ومراكز الأحداث والجمعيات والمدارس .. وعن السبب وراء تسمية الفيلم (ياسمين شوكي) يشير المخرج غسان شميط إلى أن هؤلاء الأطفال قهرتهم الأحداث دون أن يكون لهم يد بذلك فهم كالياسمين مرهف الرائحة ولكن هناك وجع وألم، أما إن كان سيستعين بمشاهد موثقة من الأرشيف ليضمها إلى الفيلم، يقول: سنستعين بمشاهد ترتبط بفترة سيطرة الإرهابيين على بعض المناطق وتدريبهم واستغلالهم للأطفال، وذلك بهدف تدعيّم الفكرة التي نطرحها، ولكن أغلب مواد الفيلم ستكون من تصويرنا.