الرئيسية » د. حسان الجودي

د. حسان الجودي

د. حسان الجودي
شاعر وكاتب سوري، حاصل على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة دمشق, ودكتوراه في الهندسة المدنية من جامعات بولونيا. عمل مدرساً في قسم الهندسة المائية، بكلية الهندسة المدنية - جامعة البعث. حاصل على جائزة سعاد الصباح للإبداع الشعري عام 1994 عن مجموعته مرايا الغدير.

أعلّق جسدي..

لا أستطيع إخراج الخزانة القديمة من غرفة النوم. تريّم كفراشة خشبية لطيفة، غير أنها تستعصي على الخروج. يحاول شاعر ما الفكاهةَ الأدبية، فيعلن على رؤوس ملابسي الداخلية، أن الخزانة محشوة بالأحلام، وأنها ثقيلة جداً، مثل سبعة حيتان. لكل حوت رأس مدينة ثملة، وجسد شعوب مقهورة. أفسدُ نكتة الشاعر، وأعلمه بإفلاسي …

أكمل القراءة »

قطار الحج الأرجواني

تنتظر صديقتي في بيتها البعيد مرور قطار قريب يحملها إلى الحج. أزورها كل يوم تقريباً. أحمل لها بعض الكعك السوري الذي تحبه، وعلبة زبادي يونانية، وأضع في أسفل كيس المشتريات صامولة، ومفك براغي، أو أي أدوات أخرى، وأجزاء أفككها من قطار قديم. تعانقني نيرمين بفرح وهي تقوم لوضع الصامولة والمفك …

أكمل القراءة »

أفعى جلجامش

أشارت عليَّ جدّتي، الاستعانة بعظم ساق جدّي للقضاء على الأفعى السوداء الضّخمة التي نراها أحياناً في بيتنا المتاخم لخرائب قصر قديم.  تسللت ذات ليلة إلى إلى مقبرة (الكثيب) القريبة وقمت بنبش طبقات التراب المتحجرة حتى وصلت إلى الهيكل العظمي لجدّي الشيخ. لم أجد صعوبة في حمل الساق إلى المنزل، ثم …

أكمل القراءة »

بيانو في الحرب

قررت أن أشتري قلم الحبر الفاخر cross بزخرفته المميزة وريشته الذهبية الرشيقة. طلبت من البائعة توضيبه هديةً، وانصرفت مسرعاً لأقدمه هديّة عيد ميلاد لصديقي الكاتب. وضعه بحرصٍ فوق طاولة الكتابة، وانصرفنا إلى حقوق شقائق النّعمان القريبة لصناعة حبر له. توقّعتُ أن يعرض عليَّ صديقي إنجازاته الموثّقة بقلم الحبر الثّمين. لكنني …

أكمل القراءة »

مليون سيلفي

أعلن منذ فترة ليست بالبعيدة حزب اليمين المتطرف (pvv ) (حزب من أجل الحرية) في هولندا عن مسابقة للرسوم الكاريكاتورية تستهدف شخصية النبي محمد، وقد تبنى السياسي المتطرف زعيم الحزب خيرت فيلدرز هذه المسابقة وأعلن أن عدد المشاركات وصل إلى 200 مشاركة. يتبنى فيلدرز خطاب كراهية واضح المعالم ضد المسلمين، …

أكمل القراءة »

عشق شامي سماوي

حسان الجودي  | لمحها تحاول جاهدة إيجاد التوازن بين المشية الأنثوية الأنيقة وبين حقيبتها القماشية السّماوية الكبيرة. كانت الحقيبة تبدو ثقيلة عليها، فوجدها فرصة سانحة للتحدث مع تلك الصبية الدمشقية المطرزة ببتلات الورد الشامي. حياها بلطف وطلب منها أن تسمح له بمساعدتها في حمل الحقيبة. كان أمراً غريباً أن تقبل. …

أكمل القراءة »

النكتة الأخيرة

أنتمي لمدينة حمص السورية، وهي مشهورة بخفة الدم والطرائف التي يبرع الحمامصة في روايتها حتى لو كانت تمسهم بشكل ذاتي وتنتقص من قدراتهم العقلية. وحين كنت فتى أقطن في باب تدمر، أحد أحياء المدينة القديمة،، تساءلت عن سبب هذه الخفة الوجودية التي تصبح مزعجة في بعض الأحيان. سألت معلمي الأول، …

أكمل القراءة »

قلادة السُّخام

تداعى إلى جميع سكّان المدينة، خبر احتراق حيِّ الآباء والأمهات بأكمله. وتمت الإشارة في تضاعيف الخبر، إلى احتراق مصنع حبوب منع الحمل الضخم في الضاحية، وانتقال النيران الهائلة إلى حي الآباء والأمهات، فصار أثراً بعد عين. أسرعتُ أهاتف زوجتي وطلبت منها إحضار الأولاد بسرعةٍ من المدرسة، ثم التقيت بهم في …

أكمل القراءة »

خالٍ من الحياة

أشعر بالغرابة فعلاً، فنصوصي خالية من الدجاج والأرانب وحقول السبانخ والبيوت الطينية ومعابر التفتيش والقرويين الذاهبين إلى المدينة لبيع حظوظهم من تراب القرى الملوث بالمجارير والأوبئة الغامضة، التي يصفها الشيخ بأنها عقوبة لتاركي الصلاة. نصوصي فارغة أيضاً من شقق المدينة المزدحمة، ورائحة الشجارات العائلية المستمرة، ومشاكل انتشار الصراصير في بنايات …

أكمل القراءة »

حمص بلا نكات !

يحنّ سكان حمص، إلى الغوطة والدبلان وحلاوة الجبن وسندويش (كريش) ومخللات (الأبرش). أنا أحنّ إلى سوق (الجاج) وبالتحديد إلى حاويات القمامة فيه التي كانت تلقى فيها فضلات تنظيف الدجاج وبقايا الجزارين. كان السوق لمن يذكره، من أقذر أسواق حمص. وكان ملاصقاً لبائعي الكاسيت والضجيج المرعب الذي يملأ الهواء. أحنّ إلى …

أكمل القراءة »