آخر المقالات
الرئيسية » رصاص حي » علاقات فيها الكثير من الإساءة !
لوحة للتشيلي نهاد عبد القادر

علاقات فيها الكثير من الإساءة !

عبد الكريم البليخ  |

ألاحظُ، وبكثير من الدهشة، أنَّ العلاقة بين الرجل والمرأة صارت لا تخلو من الطرافة والجدية في آن معاً، وان غمرتها ألوان من الحب وعرّاها من جميع صورها السيئة، وضمّنها الكثير من التفاؤل.

إنَّ هذه العلاقة، لا يمكن لها أن تُطمئن الطرف الآخر أو تستقر، إلاَّ في حال بَنَى عليها آمالاً كبيرة. بمعنى أنه يمكن لهذه العلاقة أن تولد يتيمة، ولما لا، مادام أنها مبنية على الخدعة، وأفقها ضيّق، وهي مجرد تهيؤات وضياع وقت لطرف على حساب آخر، والاحتمال الأكيد أنه لايمكن لها أن تنتهي ببناء عش الزوجية، الحلم الوردي، بل الهدف منها الإساءة لكلا الطرفين!.

وهذا النوع من العلاقة، وأكثر ما يلفت، أنَّها رسمية، بغض النظر على تداخلاتها وخلفياتها، وما رافقها من آفاق وأحاديث منمّقة، وان كان في أغلبها تشتمل على العفوية، وتحمل طابع الصدق في مبناها، وأريد منها كسب الوقت واستدراج الضحية، والامتثال لواقع فيه الكثير من الصور الهشّة البغيضة، وهذا ما لايمكن له أن يحقّق سعادة مستقبلية لها جذورها بين انثى وذكر طالما يبحثان عن الاستقرار الخجول، وبناء الأسرة الناجحة!

وفي هذا، بالتأكيد، إجحاف كبير بحق الأسرة التي ينبغي لها أن تكون قائمة، في حال تزوج الطرف الأول بالآخر، وفي حال نمت هذه المطالب وتعاظمت، وكل ما هو مرسوم في ذهن العروسين لبناء جيل جديد. جيل يمكنه أن يلّبي مرامي وأهداف شخصية بحتة، ولكن بهدف تضييع الوقت وتهميش الواقع والسيطرة عليه، لمجرد أن تكون  العلاقة تشير الى سوداوية ما من قبل الطرف الأضعف، والذي يحاول خلق تقارب حقيقي، مبالغ فيه، وبنفسٍ طيّب، وروح صادقة بعيداً عن ترّهات الحياة وتأويلاتها، ولكن لغاية في نفس يعقوب ليس إلاّ!

ومن هنا، أجد أن العلاقة تظل مبتورة، ولايمكن لها أن تستمر، وتثمر نتائج جيدة، لأنها بنيت في الواقع على احتمال وقوع الخطأ الذي يسبق الزواج المزعوم، وهذا وارد ما أدى إلى فرملة تقدمها، بل إنهاؤها وبشكلٍ حاسم، والمطلوب اقتصاصها من جذورها، والإسراع في وقف تقدمها، وهذا ما يحدث، وللأسف، بين صفوف الكثير من الشباب اليوم، الذي يحلم بالعيش المشترك، والحياة السعيدة في ظل روح جديدة وصادقة على أن تكون عفوية، وبوسعها أن تتعايش مع هذا المحيط الواسع الذي تحوّل إلى مجرد مخلب قاس يحاول أن يهتك بفريسته، لمجرد علاقة سطحية بنيت لهذه الغاية، وهذه المحاولات صارت مشبوهة ومعروفة للقاصي والداني، والغرض منها البحث عن مآرب نفعية!؟.

 إنَّ أمثال هؤلاء الجهلة السطحيين لعنهم المجتمع، وقذف بهم إلى بئر الخيانة، لأنهم يحاولون تدمير الأخلاق الفاضلة، والعناوين السمحة، التي تبحث عن العلاقات الوجدانية، والركض في الطريق المستقيم، وهم يصرّون على المضي في الطريق الذي ينذر بخطر معلن.. وهذا ما لايمكن أن يُحقق الرغبة في مجتمع متواضع وبسيط، وقائم أصلاً على المحبة، والتحلي بالخلق الفاضلة، ونبذ كل ما يسيء لأهله وأسرته.

صحفي سوري  | خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

أحمد جوني و”هرم أغنادين”

أن تبدأ مسيرتك الأدبية بعمل روائي، وأن تكون روايتك الأولى (538) صفحة، وأن تكتبها على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *