الرئيسية » إبــداع

إبــداع

كأنّكِ مريم 

كأنّكِ مريم  معطّرَةٌ بالسّواد أكُفُّ الحمام وأجنُحُها. ومُوغِلةٌ في القتامةِ  أيْدي الضِّباعِ وأعيُنُها. وهذي النّوافذُ  أتْرعَها وَرَقُ اللّيلِ  والْوَجَلُ. وهذي المناضدُ  نَضَّتْ قَرَابِينَها،  وبين الْمَجامِرِ ألْقَتْ عناوينها.  تَداعَى الذّبابُ إليها  يَلُوكُ  غُبارَ الْفُتاتِ على جمْرِها. عليها هَوَى وَرَقُ التُّوتِ لمّا ذَوَى.               ************** مُعَطَّرَةٌ بالسَّوادِ …

أكمل القراءة »

مقامة العتمة في الروح لا في الكهف

أوقفني على رجل واحدة، وقال: كل ظل لصاحبه وقف. ليس  “مكبث” وحده مَن قتله النعاس، نحن أمة قلتها النوم في السجع والجناس، ونضع لـ “ماكدوف” السيف على الرّفّ. لجأنا إلى الكهف لا هرباً من “دقيانوس”، بل لنقدسه بالوصف. مَن يقرأ علينا  سورة الكهف العتمة في الروح لا في الظرف نبتت …

أكمل القراءة »

ألستَ فيْضا يا دمي

أقف هاهنا بلا عصا ولا رياح في الشارع تؤنسُ. في الشارع الممتدّ غيمات وحشو وشموس لا تورق. على الرّصيف قهوتي تسيح والريح تصرصر ولا تَنِي. تدندن الغيمات والريح تسُحُّ حَصَبا يصيح بالحصى: “ضُمَّ إليك مِبردي تَسَّاقَطْ بُرادةً تلك الرُبى. ولك فيها أطواق الياسمين، ومآربُ تسرُّني… “ وفي رِكاب الريح يجثو …

أكمل القراءة »

لا شيء يشبهها

قالت : تجرّح القوافي قلمي والجرح يهزمني فكيف أكتبها ؟ لا شيء يا مولاي يشبهها فكيف تخمدها ؟ هبها تخطّت ذلك الجسر الذي بهُت فهل يخطّ الصخر في كفّيك رحلتها كي يدفق النهر الذي نضُب؟ هبها غزالة تغازل مطاحن الرياح وتهدمها و حولها منابت السرو، كأنّما تعاضدها أبين قرنيها يطير …

أكمل القراءة »

سأشرق

في قدحي دالية هجرها الحسّون  مُذْ بعثرها الصّدى وغابة تنبتها ألوية الخريف  في المدى لا فيْءَ في قدحي يرتوي به وجهي  ولا عنب أرتجي   يمتشق التّفّاح من كأسي  حساسين، ووجها يهَبُ النّدى كأنّ “دانتي” في سراديب “جحيمه”  ألاقيه فأكتوي…  وإذْ يُطوِّق يديّ وجهُ “بلوتوس” بالدّجى،  يجرفني الأسى…  وأسأل البلّوط عمّن …

أكمل القراءة »

حديث على الورق

سعيت أن أخفف من الوحدة التي تحاول أن تشدني إلى مستنقع عميق …شيئا فشيئا كصرير قلم على شارع ورق متعرج تجرني إليها…. سعيت أن أفك طلاسم هذا الشعور الموحش الذي يتسلق روحي كجيش مهزوم في ساحة المعركة…  لا أريد أن أقلقك، ولكنني سألتك يوماً في رسالتي الشتوية عن المعنى الحقيقي …

أكمل القراءة »

تباغتنا حُمّى الاعتيادْ

Wassily_Kandins

“تم ارتكابها في الأول من أكتوبر 2024” تباغتنا حُمّى الاعتيادْ والتماهي مع السِّياط والأصفادْ والتأقلمِ مع الأشلاء الممزقةْ وإيلافِ الغرفِ المظلمةِ والعظام المطقطقةْ واجترارِ الأمجادِ والأحقادْ … تباغتنا حُمّى الاعتيادْ والتناغم مع صراخ الأطفال تحت الركام والتآخي مع الأنقاض… والانقيادْ تنهارُ أعمدةُ الروحِ…. مع انهيار أعمدة المنازلْ وتنتصر نسخةُ الآيفون …

أكمل القراءة »

سرابٌ بطعم الوطن

دَعُوهَا ليّسَ لَهَا مُسْتَقَرٌّ في ظلال ِ الياسيمن سرابُهُم في كفِّه وطنٌ التيه: هل من قدمٍ تسيرُ به نحو مشتهاها ام رأسٌ يتدلی حين يغفو حالماً بالرمانِ فَتَقْطُفهُ عُيونُ العَسَسِ والعَابِثِين في تَفَاصِيلِ الظّلامِ يداهُ تقبضان ريحاً ومَاءً وزيتاً زيتونُهُ صَبْرٌ وسِلالٌ مَنْ الوَجَعِ الّمُعَتَّّقِ بالأمُنَياتِ غمامةٌ مَنْ الطّينِ تُعِيدُ …

أكمل القراءة »

الفصول الأربعة

لوحة للفنان صالح الخضر

مريم الشكيلية | سلطنة عُمان آلمني حين علمت بأنك تعرضت لوعكة صحية افقدتك القدرة على الكتابة… إن السير في شارع الحرف ونحن مثقلون بكل هذه الهموم والاندثارات التي تراكمت علينا تصبح الحياة أكثر وجعاً وأكثر عمقاً وكذا أشد حيرة…. أكتب كثيراً حتى تتماثل للشفاء وتحتسي كأساً من الأحرف الساخنة لتخرجك …

أكمل القراءة »

شريان

مريم الشكيلية | سلطنة عُمان لم أعتد يوماً أن يستمع إلي أحد… ولم أعتد أن أجعل الأبواب مواربة من قبل…. منذ الوهلة الأولى اعتقدت أنك تتحدث إلى المرأة التي تجلس بجوار منضدتي… اعتقدت أن الصوت الذي حمل اسمي وسقط في أذني قد أخطأ التصويب… وما أدهشني حقاً هو عندما كنت …

أكمل القراءة »