الرئيسية » إبــداع » مقامة العتمة في الروح لا في الكهف

مقامة العتمة في الروح لا في الكهف

أوقفني على رجل واحدة، وقال: كل ظل لصاحبه وقف.

ليس  “مكبث” وحده مَن قتله النعاس، نحن أمة قلتها النوم في السجع والجناس، ونضع لـ “ماكدوف” السيف على الرّفّ.

لجأنا إلى الكهف لا هرباً من “دقيانوس”، بل لنقدسه بالوصف.

مَن يقرأ علينا  سورة الكهف

العتمة في الروح لا في الظرف

نبتت الطحالب في هوائنا، فنحن نتنفس العفن لا لأن كهفنا  محكم السقف.

بل لأننا صرنا للحضارة  مجارير صرف.

الروح فرعونية نحن أمضينا عمرنا في حفر الكهف لأننا نخاف الشمس أن تذيب آلهة تمر عبدناه من الألف بعد الألف

إن لم نجد تمراً صنعناه من السعف

نعبد ما تيسّر  حجراً بشراً رقاصة تحسن هزّ الكشح والعطف.

المهم أن نقدس عبوديتنا، ونحارب عن محرماتنا من الأمام أو الخلف .

نغني فرعون فينا ممنوع من الصرف

مَن يقرأ علينا سورة الكهف

لا يحمي الجرس القطيع من الخطف

لو كان كل واحد منا بألف صنعنا غير هذا الظرف.

المشكلة أنه في الدعاء بين الآلهة والبشر لا يجوز العطف، المشكلة في واو العطف.

نظنّ أن الخضر راكب في سفينة أمتنا، كل ساعة يثقبها بعدد ملوك يغتصبون السفن لتصدير  النفط والأغنام، والرعاع الذين  لم يموتوا بالحذف.

أمعقول أن الحدود العربية جدران تحتها كنز والخضر، كل يوم يقيم جداراً إلى  يوم الخسف

أمعقول أن أحلامنا غلام خاف الخضر أن ترهقنا فقتله بلطف.

في الكهف لا فرق إن تحمل الأمة في الجيب أو على الكتف.

قل يا صاحبي:  سلام على أهل الكهف أغمض عينيك ترَ روحك لا جسدك في الكهف.

عن د. خالد زغريت

د. خالد زغريت
كاتب وأكاديمي سوري، إجازة في اللغة العربية، دبلوم دراسات عليا شعبة الأدبيات، دبلوم تأهيل تربوي، ماجستير في الأدب القديم وعلم الجمال، دكتوراه في الأدب القديم وعلم الجمال. يعمل مدرساً في كلية الآداب. ينشر في الصحف والمجلات والدوريات. له عشرون بحثاً علمياً محكماً في الدوريات العربية والدولية وعدة كتب منشورة منها: قامة النار وخريف السيدة الأولى، أهرامات السراب، الصفير في وادي الشياطين.

شاهد أيضاً

ألستَ فيْضا يا دمي

أقف هاهنا بلا عصا ولا رياح في الشارع تؤنسُ. في الشارع الممتدّ غيمات وحشو وشموس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *