آخر المقالات
الرئيسية » رصاص حي » وول سوينكا الشاعر المسكون بالطفولة

وول سوينكا الشاعر المسكون بالطفولة

ليندا خضر |

وول سوينكا الشاعرٌ النيجيري، الذي امتطى صهوة الكلمات، مطلقا العنان لجنونها تارةً، وممسكا بها بقبضة متمكنة تارة أخرى، ممارساً سيطرته عليها بطريقة لاتخلو من الإبداع، لاوياً عنق الأسطورة حسب متطلباته الشعرية، التي تنشد الإبتعاد عن التعقيد، والتكلف، معرياً جوهر الشعر من الزخارف، والترف الزائد عن حاجة البشرية، ومسخّراً اياه، ليعطينا فهما جديداً للعالم الذي نعيش فيه.

الشعر في نظره، أداةٌ للتحرّر من القوى المختلفة، وهو انعكاس للرؤية الداخلية المتجسدة فيه كطفل، فتراه يخط أوضح، وأعمق الكلمات، كلما اقتربت الطفولة من شعره.

بالرغم من كونه لايعتبر نفسه روائياً، حسبما صرح عدة مرات، بأن الرواية كانت بالنسبة له عبارة عن حادثة، إلا أنه نال في العام 1986 جائزة نوبل عن روايته “المفسرون” ، كما ذاعت شهرته الأدبية، من خلال الكتابة للمسرح بأسلوب مسكون بالإلتزام بقضايا مجتمعه، وغني بتقاليده، وبالرغم من نجاحه في هذين الميدانين، إلا أنه يصر عند تصنيفه ضمن فئة أدبية على حمل لقب شاعر.

يعتبر سوينكا، واحداً من أعلام الأدب الإفريقي المعاصر، الذين دعوا إلى تحرير الروح الإفريقية السوداء من الكبت المجتمعي، وعقد النقص المزمنة، بطرق خالية من العدوانية، والضغينة، للوصول إلى عالم، تتفاعل فيه الثقافات، بلا تمييز، أو إلغاء للأخر.

كتاباته الملتزمة، مكنته من انتزاع إعتراف العالم، بمكانة الثقافة الإفريقية، وحظي بتكريم واسع، في الكثير من البلدان، التي سارعت إلى ترجمة العديد من مؤلفاته، كما منحته حيازته على جائزة نوبل للآداب مكانة في الأدب العالمي، ومن بعدها بعامين، ساهم فوزه بجائزة نجيب محفوظ، بإعطائه شهرة موازية في الأدب العربي.

سوينكا المعروف بدماثة الطبع، والتواضع، وامتلاكه لقامة شعرية تستحق التقدير لم يرد لشعره أن يتحول إلى نوع من المواعظ أو أن يخدم قضايا سطحية حيث حرص دوماً على توظيف قصائده لتحرير الأرواح من القيم المتخلفة والتقاليد العفنة متسلحاً بمهارات سردية وذاكرة قوية تساعده على تذكر أدق التفاصيل وبالرغم من أنه كان من بين الشعراء الذين رفعوا الصوت عالياً ضد الفساد وسخروا أقلامهم في الكتابة ضد العنصرية ونبذ العنف والكراهية في العلاقات بين الشعوب، إلا أنه كان من جانب آخر يمتلك نوعاً من المرح في أدبه وروحاً حاضرة للنكتة بأسلوب يميل أغلب الأوقات للسخرية من النفس.

في سطور:

كاتب وشاعر نيجيري ولد في 13 يوليو (تموز) 1934 في ابيوكوتا المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد التي يتحدر منها أيضا الرئيس اولوسيغون اوباسانجو.

حصد جائزة نوبل للآداب عن مجمل أعماله من روايات وقصائد ومؤلفات مسرحية،وتعود مرجعيته الشعرية إلى الثقافة الأنجلو سكسونية لكنه أقرب إلى ثقافته الأصلية التي تعود جذورها إلى قبيلته وعائلته «يوربا» التي ينتمي لها وترجم منها أعمالاً شعرية وأدبية.

من أبرز دواوينه: (أدانري وقصائد أخرى 1967- قصائد من السجن 1969- الذهاب والإياب في التجويف 1972- أوغونا ابيبيماش 1976- ارض مانديلا وقصائد أخرى 1989-قصائد مبكرة 1997).

 

 الموسم : وول سوينكا

الصدأ يُنضجُ الصدأ

وأوراق الذرة الذابلة ،

غبار الطلع، موسم اللقاح، حين تغزل السنونوات رقصة السهام المريّشة

تطارد خيوط الذرة المجنّحة

في شرائط الضوء.

ونحن نعشق سماع العبارات المجدولة للريح .

 

صحفية سورية – الإمارات | خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

الكتابة ضد السجن والرصاص.. من طه حسين إلى بختي بن عودة

بقدر ما كان القرن العشرين قرن النهضة الأدبية والفكرية والدينية في حياتنا العربية الحديثة، ازدهرت …