الرئيسية » رصاص خشن » خربة العنز (3)

خربة العنز (3)

وفد التيوس..

صادفت العنزة أمّ الميش وهي خارجة  وفداً رفيعاً من وجهاء خربة العنز ومسؤوليها، أجبروها على العودة.. دخل الوفد  القاعة  وقف الجميع  حتى جمران رفع بيديه الكرسيين اللذين كانا على يمينه ويساره، وكأنه لهيبة الموقف أرادهما أن يقفا.. ارتبك زهلول، وصرخ  مرحباً بالوفد: أهلاً بأخوة العنز.. خرج حصان إبليس مسرعاً وأخذ الميكرفون من زهلول ليرحب بالوفد .. و صاح: أضيئي يا ليالي خربة العنز بنجم تيوس العالمين .. في خربتنا النجوم تمشي على الأرض.. حشّ حشّ النجوم للعنز   عنزنا رأس العز نجوم السما لنا رز … أهلاً بأمير التيوس..  طلت يا محلى طلتها شمس الشموسي  يا الله بنا نحلب نجوم التيوس.. رفع كبير التيوس زعيم الوفد يده أن يعطيه الميكرفون  فهو لا يخطب إلا حيث يجلس أخذ الميكرفون  قال بغضب: أبنائي بناتي العنزات أبنائي التيوس لا وقت للثغاء لا للشعر  لا  إلا للعدل .. قرنا التيس  رمز لميزان العدالة .. وقف جمران  وأنشد:

عنزٌ  عنزٌ  عنز       تيس يمشي وله ذنب

ردّ كبير التيوس : شكراً  شكراً..  ما هذا.. ما هذا الفساد.. من أكل الزجاج.. أيها التيوس  تقيمون الدبكات وأهازيج الدجل  لتشتتوا نظرنا عن  المجرم.. سأكشف لكم الآن مَن أكل الزجاج.. بداية أقدم لكم خبيرة استشعار النيّات بالأكل  الأستاذة  العنزة المُفَيَّمة..

صفق الجميع على مضض وتمتموا: العنزة الشوحة  المُفَيَّمة  صارت  خبيرة..  يليق بالشوحة أرجوحة… همس الأستاذ تيس سات بأذن حصان إبليس: لماذا مُفَيّمة.. ردّ حصان إبليس: لتمرر الشيطان بيننا ولا نراه.. نظر إليهم  كبير التيوس بتوعّد… وقال: تفضلي أستاذة شوحة… وقفت الأستاذة العنزة الشوحة المُفَيَّمة والجميع ينظر إليها وكلّ بداخله يفكر ماذا خلف الفيمي.. قالت بتخنث : مرحباً بكم أنا لا أحبّ الحكي.. العمل فقط، الآن في محفظتي  تسعة أكياس صغيرة  مربوطة بداخل كلّ منها  طعام  أوزعها عليكم، وكل واحد يأكل ما في الكيس  والذي لا يأكله  تكشف نيته بالتواطؤ على سرقة أموال المسجد وأكل الزجاج.. ووزّعت بسرعة الأكياس بدأ الجميع بالأكل إلا الأستاذ حصان إبليس أحمرّ وأصفرّ ونظر إلى زملائه مستغرباً كيف يأكلون فقد وجد في الكيس قطع زجاج مكسّرة ملونة باللون العنابي…

قالت شوحة المُفَيَّمة: قف أستاذ حصان إبليس، وقل، لماذا لا تأكل؟ وقف وقال بصوت متهدّج: في الكيس زجاج مكسّر ملّون بالعنابي.. كيف آكل الزجاج يتمزّق  فمي.. سألته الشوحة بخبث ألا تحبّ العنب.. ردّ: نعم.. قالت شوحة: هذا زجاج معنب.. أنت لا تستطيع أكله.. فكيف استطاعت الجدي أكله، ولم يتمزق فمه ويسيل الدم منه، ويسقط بعضه في المكتب.. إذن أنت.. ارتبك  الأستاذ  حصان.. ونظر إلى التيس سات، لكن التيس غمزه  أن يتجلّد.. تمتمت العنزة أمّ الميش: لا أطيقك حتى لو كشفتِ الذي سرق طوقي..  تابعت الشوحة المفيّمة  قائلة بزهو: قفوا دقيقة صمت  على حيف  القرون…. تمتم حصان إبليس بأذن  تيس سات: قلت لك: يا ما وراء الفيمي شياطين… 

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن د. خالد زغريت

د. خالد زغريت
كاتب وأكاديمي سوري، إجازة في اللغة العربية، دبلوم دراسات عليا شعبة الأدبيات، دبلوم تأهيل تربوي، ماجستير في الأدب القديم وعلم الجمال، دكتوراه في الأدب القديم وعلم الجمال. يعمل مدرساً في كلية الآداب. ينشر في الصحف والمجلات والدوريات. له عشرون بحثاً علمياً محكماً في الدوريات العربية والدولية وعدة كتب منشورة منها: قامة النار وخريف السيدة الأولى، أهرامات السراب، الصفير في وادي الشياطين.

شاهد أيضاً

متعبون من فرط النوم.. راقصٌ على إيقاع الغياب.. ضياع أنت يا صوت القصب

وحدكَ تدْقُّ الأرضَ عصاك مغشيّاً على وضحِ المدى   لا رفيقٌ يردِّدُ معك شعارَ الجلسةِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *