آخر المقالات
الرئيسية » ألوان خشبية » ميلاد تراجيديا الروح بين موديلياني ونيتشه

ميلاد تراجيديا الروح بين موديلياني ونيتشه

عبد الله الحيمر  |

تتبقى حياة بعض المبدعين على قدر كبير من الأسرار والغموض والرؤى والفلسفات الغامضة. إلا أن الفن التشكيلي كفن مكاني بامتياز لا يمكن الولوج إليه إلا عبرة نظرة المتفرج ، كما يقول الفنان التشكيلي الألماني  لوبير تز : ” الفن التشكيلي أعمى ، لا يعيش إلا عبر نظرة المتفرج”.

ومن مفرقات حياة الفنان موديلياني  المشبعة بالألم والتعاسة والبحث عن تراجيديا السعادة. أن حياته تحولت للعديد من للأفلام سينما . بينما هو عاش تراجيديا تحويل فلسفته  القائمة على هشاشة الروح الإنسانية على قماش اللوحة .

كانت عبارة عن حياة مشبعة بتراتيل معبد اللذة ، حياة موشومة بذاكرة الترحال  البوهيمي نحو أقصى الروح.  عنوانها العزلة والمتعة. منسوجة بحقيقة البحث عن تراجيديا الروح  التي تشكلت لديه اثر تنمية للفلسفات راديكالية كفلسفة نيتشه.

من هنا تأتى صعوبة ترجمة هدا التحول في حياة الفنان مند صغره المشبعة بالقراءات الفلسفية عن طريق أمه الايطالية. إلا حين بلوغه النضج في أعماله التشكيلية.

مارس الفعل التشكيلي بكل أعصابه حتى الثمالة. كان الفن فلسفته وصليب تناقضاته. فيه عاش ومن اجله مات، وجد فيه  طمأنينته المؤجلة.

حيث قال:

“الفن ليس مجرد صورة و لا ألوان، الفن ليس محض فكرة أو تعبير عن واقعية الحياة، الفن ليس كله سريالي وليس كله انطباعي هو تصوير لكل هذا وهو تصوير لجميع أنماط الحياة التي نجهلها. فكم فكرة جهلناها في لوحة؟ وكم قصةً غابت عن رؤيتنا؟ ما قد يحسن الإنسان التعبير فيه عن ذاته هو عمله في الحياة. فإذا كانت حياتناً إحساساً فنياً شرعنا في إنشاط  تركيبها و عملنا على التعبير عن ماهيتها بالألوان. لكن المسألة العويصة في الفكرة هنا هي الإنتماء، فما هي واقعية أن نعبر عن أنفسنا بلا إنتماء واقعي؟ أي أن نخترع فننا وطريقتنا في حركة من أصابعنا ؟”

كان للقراءات الفلسفية للفنان موديلياني  منذ صغر سنه ،الأكثر الكبير في تكوين شخصيته وخصوصا الفيلسوف الألماني نيتشه. الذي أمده بمفهوم جديد للفن ودوره في كتابة ” ميلاد التراجيديا”.

يضع نيتشه في مؤلفه ” ميلاد التراجيدي” كامل ثقته بالفن. بناءا على تصور فلسفي مع الحقيقة شيء مستحيل، وان إرادة الحقيقة هي سلفا رمز الانحطاط والعدمية. ويمكن اختزال هذا المنظور في المقولة التالية: ” إن الفن أكثر قيمة من الحقيقة بمعناها الأفلاطوني والمسيحي”

كان موديلياني مصرّا منذ البداية على خلق نموذجه التشكيلي  الخاصّ والهش عن الجمال. وقد نجح في إحداث اتجاه تشكيلي بمفردة جديدة تتمثل بكائنات تمثلك زمن نفسي،  وسردي في الزمن الضائع بدواخلها ذات أطراف مستطيلة تحاول أن تخترق حامل اللوحة لتطل على العالم الخارجي. ووجوه فيها صمت أركيولجي للحظة والمستقبل . مهووسين بهدوء فردوس يسكنهم وجحيم  بارد يثير التساؤلات عن ماهية دواتهم . يغلب على ملامحهنّ الهدوء والبرود وأحيانا الانفعالات الجامدة والمحايدة، ممتلئة بالحبّ الغنائي  الرثائي و التوق  لحلم بزهرة الجثة  والخشوع أمام آلهة الانكا.

وهدا كله ينسجم مع فكرته على هشاشة الروح الإنسانية الذاهبة دائما إلى عدم الاكتمال. فهو يحرص على جعل الأثر مفتوحا على تعبير الروائي الايطالي امبرتو ايكو.

وجد في الطرح الفلسفي لي نيتشه ، والمتخلصة بأن جوهر الثقافة الجديدة هو الإبداع والفن والعفوية.  والذي يرمز إليه إله السكر والثمالة ديونيزوس .

كما جاء في الأساطير اليونانية أن ديونيزوس ، ولد من رماد سيميلي ، بعد أن طلبت منها اكبر آلهة الاولب الاثني زوس،ان يظهر لها في كمال مجده. ولما حاول زوس ذالك،تحول إلى عاصفة أحرقت سيميلي ،ومن رمادها ولد دينيزوس . بهذه الطريقة المأساوية ولد ديونيزوس ، وتكلفت أرواح سيلين أرواح الغابات ،وربات الفنون ، بتربيته إلى جانب سيلين.

تبدو ولادة  ديونيزوس غير طبيعية . وتضيف الأساطير أن ديونيزوس قد ترعرع وراح وهو سيلين يعلمان الناس زراعة الكروم ، صناعة الخمور ،وممارسة النشوة، وتحقيق اللذة ، ويفرضان في كل مكان مرا به الاحتفال  بديونيزوس  اعترافا بجميله. وكان الاحتفال مانيا MNIA يبدأ بالغناء والرقص ،ثم النواح والعويل حتى يبلغ المحتفون حالة الثمالة و جنون يقذفه الإله في صدر الإنسان مما يمكنه من الاندماج الكلي والطبيعي .

وهكذا أصبح الإنسان يعبر عن الدوافع الغنية للطبيعة ،بحالتين إبداعيتين هما : الحلم والثمالة ، من أجل الوصول للتحرر الصوفي للذات.

 يريد  الفن الدينوزيسي  أن يزودنا بالمرح الأبدي للوجود . وعلينا أن ندرك أنا ما يأتي إلى الوجود يجب أن يكون مستعدا للنهاية محزنة. فنحن مضطرون إلى تأمل فظاعة الوجود الفردي .ويجب ألا نصاب بالخوف من جراء هذا التأمل ، فالسكينة والراحة والمتاع تنتزعنا في أية لحظة من تتابع الأشياء وتكوينها المتلاحق.

هكذا سعى نيتشه إلى تجاوز القيم ، بغاية إيجاد وحدة الإنسانية الممزقة منذ ألاف السنين بواسطة التناقض المذهبي بين الفكر والحياة.

ولأجل ذلك كان لابد من المراهنة على الفهم التراجيدي  للوجود ، لكن بدلالته الايجابية والفرحة. أي استعادة براءة الوجود .وبذلك تعتبر فلسفة نيتشه بأكملها تأويلا استيطيقيا في مقابل التأويل العقلاني والميتافيزيقي للوجود.

ترجم هذه القراءات في مفهومين جديدين  للتراجيديا الروح . الأول هو الإله ديونيزوس والثاني علاقته بالموت.

تمثل هذا الإله في حياته بحالتينا إبداعيتين هما الحلم والثمالة . وأصبح يخلد شخصياته بمنحهم صفة القداسة،رغبة منه للانتصار على العدمية فيهم . ويرسهم بحسه الفطري ،وبرؤيته الطفولية الغنائية للحياة.

وعلى حد قول الشاعر بودلير الذي كان الفنان موديلياني متأثرا به في إحدى قصائده بديوان أزهار الشر:

خلق الله….النوم وأضاف الإنسان  الخمر، الابن المقدس للشمس.

كانت تجربته مع الخمر كإله شريد ، ينشر الحلم لينتصر على العدم فينا . وأصبح الخمر أداة لفهم العالم والتصالح معه في هشاشته. وإعادة  العلاقات الرمزية بين المحسوس ولا محسوس في تجربتنا اليومية للارتقاء لشعرية اللحظة والمكان. والسكر بمثابة موقف من العالم الهارب إلى العدم ، وقوة تمنحها التحرر الصوفي من الذات. وتقربنا من آلهة الشمس فينا. وشهادة ضد الموت فينا.

كان إله دينيوزيس  حاضرا في كل لوحاته حينما يرسم نسائه:

أعناق طويلة ، رؤوس منحية على الجانب ، جلسة وجها لوجه، مبالغة في الأنف غياب لبؤبؤ من العيون المقفلة غالبا  أو  المفتوحة أحيانا.

نساء مود لياني  آتيات من الزمن القادم ، زمن  شبقي  ،صوفي ، باحثات عن اللذة الصوفية   في معابد مهجورة للنزوة فينا. أعناق طويلة تبحث عن سديم البهاء والكبرياء . وعن وهج  الحقيقة الشعرية الملتهبة  وراء المقدس.  نساء بعيون يختزلن أحلامهم بعيون بؤبوؤها  مغيب مفتوحا وحالما أحيانا يبحثن عن ظلال  فردوس . وبأفواه كأسهم  تقتنص  شروخا  داخل  ذواتنا، وتزرع بالجرح فضاء  للحرية .

كان عالمه الطفو لي  ألغرائبي ماثلا أمامه في شخوصه وكأنه ساحر دمى جديد ، يمنح القداسة لمن يشاء من شخصياته.  حتى أن العري عند نسائه صوفي  النزعة. صنع من كلّ امرأة في لوحاته نموذج المرأة/الأم/الإلهة التي تُحبّ وتُحترم في الوقت نفسه.

الجامع بين لوحاته أن أصحابها بلا أسماء، نساء بلا أسماء، وفيما عدا أنطونيا التي رسمها موديلياني أثناء وجوده في باريس 1915 بقيت نساؤه بلا أسماء. وجوه لتمثيل الحياة التي تعيشها النساء في ذلك الزمن. نساء الشارع أو المقاهي أو حتى النساء المتشردات في طرقات المدينة فترة الحرب العالمية الأولى. نساء أبقاهن موديلياني شاهدات عليه هو، على موهبته الفريدة، وعلى مرحلة من تاريخ الفن والمجتمع يبدو أن العودة إليها بين الحين والآخر مفيدة وضروري

وهذا ما دفع  بعض النقاد أن يعتبروا عاريا ته أكثر الأشخاص عُريا في تاريخ الرسم. وهنّ يبدين شهوانيات بلا خجل  اللذة ومغريات بلا تحفّظ النزوة.

لوحات موديلياني بشخوصها الطاعنة بالعزلة والوحدة ،والمنطوية على تراجيديا معانقة للمتعالي.  مقاومة للموت بلعاب اللذة بالألم .شهود على عالم  انطوائي يحاولون فك شيفرة بؤرة الحياة الأبدية فينا.  أياديهم معقودة بأحضانهم  بتشويش الدهشة ، كأنهم ينتظرون صليب أمومتهم

وأصبح مونديلياني  في الأخير كما قال نيتشه:” حين يكون الإنسان مسكونا بهذه القوى يصبح قبل كل شيء فنانا بل يغدو هو ذاته عملا فنيا.آنذاك تصبح له القدرة على الإبداع ” .

فحسب نيتشه  اكبر الم عند الإنسان هو الموت ، مع ذلك يظل الموت حاضرا . وان كان لابد ،فعلى الأقل لنختار كيف نموت، أي نموت ،أي نموت بكرامة وشرف. وطبعا هذا لا يأتي إلا بالمواجهة البطولية .أي إذا كان لابد من أن نموت فيجب أن نموت منتصرين ، نختار موتنا ونتوجه إليه بعزم وتحد بطولي. فالموت البطولي اجل من الموت جبنا ،على هذا الأساس تقوم التراجيديا عند نيتشه. فلإبطال عنده يعرفون أنهم سيموتون ،لكنهم يحتارون موتهم ببطولة.إن التراجيديا هي الفرح المضاعف، الفرح المتعدد، الفرح ليس نتيجة تعويض، أو خضوع أو تبريك كما في الأديان، بل هو شكل جمالي  للفرح ، وليس وصفة طبية ولا حلا أخلاقيا  للألم والخوف والشفقة بتعبير دولوز.

هذه المفاهيم الفلسفية للموت عند نيتشه،أعطت للفنان مفهوم جديد لمعادلة الفن والحياة . وأصبح يرى أن الفن أقوى من عالم الموت.

كانت العبارة الذي أرسلها موديلياني  على بطاقة بريدية في 6 مايو 1913 وكان مريضا ومدركا انه على شفير الموت إلى صديقه الكسندر الذي لم يراه أبدا فيما بعد، وهي عبارة : ” السعادة ملاك ذو وجه وقور ” ووقع البطاقة ب” الناهض بين الأموات”

فقد أصبح بري الموت كالكاتبة الاسبانية مَارِيَا ثَامبْرَانُو :”الموت يمكن أن يتحقق في الحياة كذلك، فالإنسان يموت عدّة مرّات، وبعدّة أشكال، يموت في ذاته، وتغيير هيئته، يموت حبّاً في الناس، والحياة، ويموت غمّاً بعيداً عن الأوطان، يموت في المرض، يموت في وحدته ووحشته، يموت في انقباضه، وقلقه، وتوجّسه، وبالجملة يموت في كل لحظة من عمره ما دامت بالحياة بين الصمت والصخب.”

رقصة الموت التي اعتادها موديليانى مع مرضه هي السبب وراء نهمه الطفو لي  للاستمتاع كما يريد هو ، لاكما يريد الآخرون.والانغماس في أعمال التدمير الذاتي كرد فعل ربما اتجاه عدم الاعتراف بفنه أو  الإكثرات  له كما يجب.

كان موديلياني يعرف انه سيموت قريبا وكان يدرك أن هناك طريقة وحيدة لهزم الموت، وهي أن يعيش بوتيرة سريعة.

فإن موديلياني حوّل العالم إلى ألبوم من الشخصيات الفنّية في زمانه والأشخاص الصغار الذين كانوا يعيشون حوله. فقد رسم نحّاتين مثل برانكوزي ولوران، وشعراء مثل كوكتو واخماتوفا، ورسّامين مثل سوتين وكيسلنغ.

ورسم أيضا الخادمات والموسيقيين وأطفال الحيّ. كما رسم، وعلى وجه الخصوص، عشيقاته. كانت تتملّك موديلياني رغبة عميقة بتخليد كلّ شخص يعرفه.

كان الفنان موديلياني  يبحث عن شيء ما في حياته . وجد ضالته في كتاب ” ميلاد التراجيديا” الذي امده بمفهوم جديد للفن والحياة . جعله يصوغ فنانا جديدا وفلسفة تميزه على كل معاصريه من الرسامين الأوربيين. تراجيديا الروح عن طريق الفن التشكيلي.

إن التراجيديا عند نيتشه، بؤرة الحياة الأبدية وانفتاح لا نهائي نحو الآفاق المجهولة….التراجيديا مقاومة للموت، وممارسة للذة في الألم. التراجيديا معانقة للمتعالي. فبفضل الموسيقى والأسطورة تتخلص التراجيديا بالمفهوم النيتشي من الواقع والعالم الخارجي.

بالموسيقى يتحرر الجسد، وبالأسطورة نعانق الزمن الأول .

كانت الإضافة النوعية للفنان موديلياني  للتاريخ التراجيديا المستمدة من كتاب ” ميلاد التراجيديا”  هو ادخل مفهوم اللوحة التشكيلية بدل من الموسيقى كتعبير عن الولادة الثانية للتراجيديا الروح. المتمثلة بالمعانات الإنسانية بين إرادة الحياة والتحرر من هذه الإرادة. فوجد نفسه في نفق مظلم في اتجاه الموت كحقيقة أزلية.  فكان التحرر من هذه الإرادة  عبر رسم عالم تشكيلي زاخر بهشاشة الروح الإنسانية  ، لتفتح له ضوء شارد في آخر نفق للحياة . شخوص بذاكرة معتقلة  يواجهون الحزن و الألم  ويواجهونه بصمت وثني يصل أحيانا لعدم الإكثرات بنبوءة الموت فينا. صانعا بفن التشكيلي كيانات إنسانية حاملة لرسائل مشفرة للعين المثقفة للمتفرج على لوحاته ، للناس منسحبون نحو دواخل ذواتهم وأحزانهم الدفينة .

وأصبح  كالأبطال  التراجيديون على حسب تصنيف نيتشه، يختارون موتهم ببطولة وشجاعة وإقدام. فهم يعرفون أنهم سيموتون إلا أنهم يختارون موتهم، ويذهبون إليه. فهذا بروميتوس يختار موته ويتوجه إليه عند اسخيلوس. وذلك أوديب، عند سوفوكليس، يختار مواجهة موته ببطولة وإقدام… فهم يعلمون أنهم سيندحرون في مواجهة الآلهة إلا أنهم مصرون على التحدي والمواجهة. بهذا إذن تتجسد الأسطورة “في البطل التراجيدي الذي يرتمي كالأعمى. ورأسه مقنع في تعاسته والفعل ميئوس منه، ولكنه سام.”

كان موديلياني  شأن  الفنانين  الكبار ما يولد الولادة الثانية بعد الموت.، كما قال نيتشه عن فلسفته” ولن يكون مجرد ارث بلا ورثة”.

عاش فنانا ومات عظيما . كان يحب بجنون ويرسم بجنون . كان يرقص ليلا حول تمثال بلزاك حتى يطارد الأشباح التي كانت تسكن مخيلته. اسقط القناع الأخير عن أرواحنا المتعبة.

حيث قال : ” هذا ما أراه وليس كما يراه غيري وتحتفي به الغالبية العظمى من الناس.”

كان الحلم بالنسبة له هو كشف المستور عن ما وراء الجسد الإنساني  بحلم ثقافي .  جسد يجسد حلم الهواجس والحريات . وشم الجسد تشكيليا بنزوة الحلم . كشف لنا أبواب جديدة من  المأساة الإنسانية ببورتريهات  تحمل الزهد السري للحزن العميق فينا، تستمر باختراقنا إلى اليوم.

 ودعنا بصمت الجريح وبحكمة الآلهة قائلا ” الحياة هبة …  سواء للذين يعرفون ويملكون  أو  لأولئك الذين لا يعرفون ولا يملكون شيئا.”

ناقد من المغرب  | القدس العربي

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

“نحو مسرح عربي جديد ومتجدد” الدورة الـ 14 في بغداد

أعلنت الهيئة العربية للمسرح في بيان لها عن فعاليات الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي، …